هدد عمال وإطارات مديرية الثقافة بالجلفة بالتصعيد والخروج إلى الشارع في احتجاجات لا تخرج -حسبهم- عن حيز العقلانية المتعلقة أساسا بالحفاظ على السير الحسن لهذا القطاع، وقد ألقى عمال وإطارات مديرية الثقافة بحجم المشاكل التي تتخبط فيها المديرية على عاتق المسؤول الأول المتهم بسوء التسيير، حيث اتهموه بعرقلة جميع المشاريع الخاصة بالتنمية ومختلف النشاطات والتظاهرات الثقافية وكذا التأخر الفادح في متابعة عملية أشغال البناء والتجهيز الخاصة بالقطاع· وحمل العمال والإطارات الغاضبون الرجل الأول في مديرية الثقافة بالجلفة مسؤولية ما يحدث بقطاعه منذ تعينه على رأس المديرية، حيث أكد عمال وإطارات المديرية المبلغين بواقع القطاع الذي اعتبروه بالمقرف في محتوى مراسلة خاصة أوفدوها إلى وزيرة الثقافة ووالي الجلفة تلقت (أخبار اليوم) نسخة منها عن استغرابهم للآليات والمعايير التي يتخذها مدير القطاع السيد (بلكيحل عبد الكريم)، حيث اتهموه -حسب ما جاء في الرسالة- بإبادة كل النشاطات الثقافية والتي اعتمد _حسبهم- فيها على إفشال وإفساد أي مسار سواء كان أدبيا أو مسرحيا أو ثقافيا مما بيّنه في المهرجان الثقافي لولاية خنشلة بولاية الجلفة الذي تم فيها إهانه وفد خنشلة في ولاية عرفت بحسن الضيافة على حد تعبير البيان، وقد ترك هذا استياء وتذمرا كبيرا في نفوس الضيوف وفي نفوس سكان ولاية الجلفة، وهذا يدل _حسب البيان- على الغياب التام للواقع الثقافي الذي أدى إلى تردي الأوضاع وبروز حالة من التذمر والغليان داخل الإدارة ولدى النخبة المثقفة وعمال وإطارات الثقافة، أما بخصوص التسيير العشوائي لمختلف النشاطات والتظاهرات الثقافية فقد أعرب في سياق متصل الإطارات في تصريحهم ل (أخبار اليوم) عن تذمرهم واستيائهم مما آلت إليه أوضاع مديرية الثقافة من منعرجات خطيرة بسبب تصرفات لا مسؤولة لمدير القطاع نظرا لانسداد قنوات الحوار والتواصل مع هذا المدير الذي يرفض _حسبهم- مناقشة مشاكلهم وانشغالاتهم مرورا بتعنته واستغلاله الواضح للنفوذ، غير أن ما لمسوه من التسلط -حسبهم- دفعت بهم إلى التهديد بالتصعيد والخروج إلى الشارع في حال بقاء الأمور على حالها، وفي السياق ذاته فقد راسل عمال وإطارات مديرية الثقافة والي الجلفة بخصوص عدم متابعة مدير الثقافة لعملية التقييم بالنسبة للملحقتين (المدرسة الجهوية للفنون الجميلة والمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي)، وكذا تملصه -حسب ما جاء في البيان- عن الزيارات الميدانية المبرمجة من طرف والي الولاية وتكليف مكتب الصفقات للحضور نيابة عنه، بالإضافة إلى إقصائه للمثقف بصفة عامة وعدم تواجده بمكتبه لفترات متقطعة وكبيرة يضيف البيان، وعدم زيارته لأي بلدية للاطلاع على انشغالات المثقفين والاكتفاء بالدوران داخل المدينة أو إداراتها التي لا طائلة منها -حسبهم-، ويضيف البيان في نفس السياق أنه تم احتكار المصاريف المالية كليا حيث قام المدير بالاتصال شخصيا مع المتعاملين والاتفاق معهم مباشرة دون الرجوع إلى أعضاء اللجان، وكذا تسييره الفردي لكل العمليات الخاصة بالتجهيز والوسائل، بالإضافة إلى التأخر في دفع مستحقات الفنانين والمتعاملين· وأكد البيان في ذات السياق أن مصلحة التراث تقدمت بعدة مشاريع بغية تحريك الفعل الثقافي وتشجيع المبدعين في هذا المجال حفاظا على الموروث الثقافي، لكن هذا الأخير استمر في عرقلة مثل هذه المشاريع على حد تعبير البيان، حيث ألغى مهرجان الأغنية النايلية المنظم كل سنة، وتم رفض كذلك الأيام الدراسية المبرمجة حول المخطوط، كما رفض أيضا مسابقة وطنية حول الجلفة (جغرافية المكان في تاريخ الإنسان) في إطار ترقية التراث الثقافي للمنطقة، كما تم إلغاء العديد من المحاضرات المبرمجة من طرف المصلحة والتي تلقي الضوء على التراث الثقافي بالمنطقة على مدار السنة، وفي ختام البيان طالب هؤلاء الجهات الوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة حفاظا على السير الحسن لهذا القطاع وإعطاء أكثر أهمية للمثقفين والأدباء والشعراء وإحياء كل النشاطات بالولاية، مهددين في ذلك بالدخول في حركات احتجاجية وبالتصعيد والخروج إلى الشارع في حال لم تلتفت الجهات الوصية حول هاته المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الثقافة الذي هو بمثابة النقطة الفاصلة لعودة المياه إلى مجاريها·