أعلن عمال وإطارات مديرية الثقافة بالجلفة، ونخبة من المثقفين والفنانين والجمعيات الثقافية والتراثية بالولاية، قطيعتهم الكاملة مع مدير الثقافة، مشيرين إلى أن وضعية القطاع تتجه من سيء إلى أسوء، وقالوا في ثلاثة بيانات مستقلة عن بعضها، تسلمت ”البلاد” نسخا منها، إن ”أوضاع مديرية الثقافة عرفت منعرجات خطيرة” وصلت إلى حدود ”إهانة وفود ثقافية لبعض الولايات”، وذلك في دوس كامل على ”أصول المنطقة المعروفة بحسن الاستقبال والضيافة”· وأوضح ”الناقمون” أن هذا الأمر أساء إلى صورة المنطقة، حيث يذهب البيان الأول الذي وقعه العديد من عمال وإطارات مديرية الثقافة، إلى غاية التشكيك في التسيير المالي للمديرية، من خلال احتكار المصاريف· واتهم البيان المدير ب”الاتصال الشخصي والمباشر مع المتعاملين والاتفاق معهم مباشرة دون الرجوع إلى أعضاء اللجان”، و”وجود خلط وغموض في مصاريف غير واضحة، حيث تم خلط برنامج ومصاريف المديرية مع برنامج ومصاريف دار الثقافة”· كما وجهت أيضا اتهامات بالتهديد والوعيد وتهميش وإقصاء كل المصالح دون استثناء بحجة عدم الأهلية والكفاءة، إذ ذكر العمال، وفق البيان، أن مدير الثقافة تسبب في كل مرة في تأخر صب رواتب العمال ومنحهم بعد تغيير خريطة الإدارة، مشككين أيضا في الاستعمال ”غير الشفاف” لسندات البنزين بالرغم من الاستفادة من منحة السيارة الخاصة، وكذا استعمال سيارة المديرية في أغراض شخصية، مع سوء التعامل من الوافدين من فنانين ومثقفين وشخصيات عامة· وأكد المصدر ذاته أنه في عهد تسيير المدير الحالي محل الرفض الجماعي، تم قبر العديد من الملتقيات والتظاهرات، كحال مهرجان الأغنية ”النائلية” المنظم كل سنة، ورفض الأيام الدراسية المبرمجة حول المخطوط، ورفض مسابقة وطنية حول جغرافية الجلفة، وإلغاء العديد من المحاضرات· واتهم البيان ذاته مدير الثقافة للولاية بتعطيل مشاريع تنموية مثل المسرح الجهوي، والمكتبة الولائية، وتأخر إنجاز مكتبتين بكل من منطقتي ”عمورة” و”سيدي لعجال”، ومشاريع أخرى لا تزال تراوح مكانها· من جهة أخرى، ذكر بيان الفنانين والمثقفين والجمعيات، أن هناك سوء تسيير، مؤكدين على وجود ”نية لزرع الفتن بين المثقفين والتملص والمراوغة”، وكذا إلغاء المهرجانات والتظاهرات الثقافية”، وهو الوضع الذي أدخل المديرية في شلل تام وركود وتعفن كامل· وطالب ”المنتفضون” بتدخل السلطات الولائية والهيئات المركزية وفتح تحقيق فيما تم سرده، مؤكدين أن باب الاحتجاج وإغلاق المديرية والدخول في إضراب لا يزال مطروحا في حال بقاء الوضع على ما هو عليه· وحاولت ”البلاد” الاتصال في أكثر من مرة بمدير الثقافة لنقل رده على جملة الاتهامات المذكورة، و”ثورة المثقفين” ضده إلا أنها لم تتمكن من ذلك·