أنهى الجيش الأمريكي رسميا الحرب في العراق يوم الخميس وأنزل علمه في مراسم حضرها ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي بعد نحو تسع سنوات من الغزو· وفي الوقت نفسه سلّطت أعمال عنف في الشمال الضوء على التوترات العرقية والطائفية التي تهدد البلاد في السنوات القادمة· وقال بانيتا خلال مراسم إنزال العلم في مطار بغداد الذي لا يزال شديد التحصين (بعد إراقة دماء الكثير من العراقيين والأمريكيين أصبحت مهمّة إقامة عراق قادر على حكم وتأمين نفسه بنفسه أمرا واقعا). وفقد نحو 4500 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين أرواحهم في حرب بدأت بحملة (الصدمة والرّعب) من قصف بغداد بالصواريخ والقنابل وأدت لاحقا إلى صراع طائفي دموي بين الشيعة والسنة· وأنزل الجنود الأمريكيون علم القوّات الأمريكية في العراق في مراسم قصيرة في الهواء الطلق فيما يرمز إلى إنهاء العملية العسكرية التي كانت الأقل شعبية في الولايات المتّحدة منذ حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات· وستنسحب آخر دفعة من القوّات الأمريكية وقوامها 4000 جندي من العراق بحلول نهاية العام· وأعدم صدام حسين في 2006 وانحسر العنف، لكن انسحاب القوّات الأمريكية يترك العراق أمام عشرات التحدّيات من تمرّد مستمرّ وسياسة هشّة إلى اقتصاد يعتمد أساسا على النّفط ويعاني من انقطاع الكهرباء والفساد· وقال بانيتا أمام الجنود ومسؤولي السفارة الامريكيين خلال المراسم (سيواجه العراق في الأيّام القادمة اختبارا من الإرهاب ومن أولئك الذين سيسعون إلى التقسيم واختبارا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية)، وأضاف: (ستظلّ التحدّيات قائمة لكن الولايات المتّحدة ستكون حاضرة للوقوف إلى جانب الشعب العراقي).