اعلن مسؤول كبير في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ان عدد القوات الامريكية في العراق حاليا انخفض الى 56 ألف جندي وليس 50 ألفا وهو العدد الذي تستهدفه واشنطن بحلول نهاية الشهر الجاري. وذكرت شبكة (ان.بي.سي. نيوز) التلفزيونية الامريكية ان اخر القوات المقاتلة الامريكية غادرت العراق. ورافق مراسل للشبكة التلفزيونية لواء سترايكر الرابع اثناء مغادرته العراق برا خلال الليل ووصوله الى الكويت قبيل الساعة الرابعة من صباح أمس بالتوقيت المحلي. واظهرت لقطات تلفزيونية القافلة وهي تمر عبر البوابات الحدودية لتغلق من جديد بعد مرور اخر عربة. وفجر هذا التقرير اهتماما اعلاميا كبيرا بخفض القوات الذي سيكون حجر زاوية في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات بعد ان شن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش (سلف أوباما الجمهوري) الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 . لكن يبدو انه حتى لو كان لواء قتالي في طريقه الى الخروج من العراق فان هذا لا يعني ان المهمة القتالية الامريكية تنتهي قبل موعدها المستهدف وهو الحادي والثلاثين من أوت. وقالت ادارة أوباما انها تتوقع ان تصل مستويات قواتها عند اتمام عملية انسحاب القوات المقاتلة الى 50 ألف جندي في نهاية أوت بانتهاء العمليات القتالية وان القوات التي ستبقى ستواصل تدريب وحدات القوات المسلحة والشرطة العراقية. ويعني الوفاء بموعد الحادي والثلاثين من أوت ان الرئيس الامريكي الديمقراطي يسير نحو هدفه لتحقيق تأكيداته للامريكيين بأن جميع القوات الامريكية ستنسحب من العراق بحلول نهاية 2011 حتى وهو يخوض صراعا صعبا في افغانستان. ويواجه أوباما رأيا عاما أمريكيا غير مؤيد للحرب بينما يحاول الديمقراطيون الاحتفاظ بهيمنتهم على الكونغرس في الانتخابات التي تجري في نوفمبر القادم. وقد شن بوش الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. لكن الحرب فقدت التأييد الشعبي بين الامريكيين مع تزايد عدد القتلى بين صفوف القوات الامريكية وسط عنف طائفي متنام. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) أنّ عدد العسكريين الامريكيين الذين قتلوا في العراق بلغ حتى أول أمس الاربعاء 4419 قتيلا. ورغم تراجع العنف بدرجة كبيرة في العراق منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 فإنّ الوضع في العراق لا يزال هشا للغاية ولم يحسم قادته عددا من القضايا السياسية المتفجرة التي يمكن بسهولة ان تشعل قتالا جديدا. وأعلن أوباما انه لن يبقى جندي أمريكي في الخدمة في العراق بعد جانفي عام 2012 ومع اظهار استطلاعات الرأي نفاد صبر الامريكيين من نحو عشر سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق فان اي قرار بتمديد مهمة الجيش الامريكي في العراق سيشكل خطرا كبيرا على أوباما الذي يستعد لخوض انتخابات عام 2012 . كما من شبه المؤكد ان يواجه أوباما هجوما من الجمهوريين في الكونغرس ومن الجناح اليساري في حزبه الديمقراطي الذي لم يعد راضيا عنه بالفعل. واستمرت حرب العراق فترة أطول من الحرب الاهلية الامريكية ومن الحرب العالمية الاولى والثانية. وقال مسؤول كبير في ادارة اوباما ان أمريكا المتحدة أكملت عملية خفض قواتها في العراق الى 50 ألف جندي قبل الموعد المقرر في 31 أوت. وأضاف ان المهمة القتالية لم تنته بعد وستستمر حتى الحادي والثلاثين من هذا الشهر. وقال المسؤول «خفضنا عدد قواتنا لكن ولكي اكون واضحا فان المهمة ستتغير في الحادي والثلاثين (من أوت) عندما تعاد تسمية مهمة الالوية التي ستبقى هناك الى ألوية للمشورة والمساعدة». وقد انفجرت الليلة قبل البارحة عبوتان ناسفتان مستهدفتين رتلا لقوات الاحتلال الامريكي على الخط السريع الذي يربط بين مناطق التاجي والشعلة والحرية شمال بغداد. وأوضحت المصادر الأمنية العراقية أن انفجار العبوتين أسفر عن الحاق أضرار مادية جسيمة في بعض عجلات الرتل. ولم تعرف الخسائر بالتحديد بسبب الطوق الأمني الي فرضته قوات الاحتلال حول مكان الحادث. سفير جديد في الأثناء تسلم السفير الامريكي الجديد في العراق جيمس جيفري أول أمس مهامه في بغداد وفق ما أعلنت السفارة الامريكية. وقالت السفارة في بيان أن «السفير الجديد وصل أول أمس الاربعاء وقدم أوراق اعتماده الى الرئيس العراقي جلال طالباني ووزير الخارجية هوشياري زيباري». وعلى صعيد آخر أعلن مصدر أمني في محافظة ديالى شمال شرق بغداد عن انفجار عبوة ناسفة تحت أحد أنابيب نقل النفط الخام شرق بعقوبة مركز المحافظة أمس الخميس ما أدى الى اندلاع حريق.