أنهى الجيش الأمريكي رسمياً الحرب في العراق وأنزل علمه في مراسم حضرها ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي، بعد ثماني سنوات و26 يوما من الغزو، دون تفويض دولي. وستنسحب آخر دفعة من القوات الأمريكية وقوامها 4000 جندي من العراق بحلول نهاية العام، تاركةً البلاد في مواجهة تمرد مستمر رغم إضعاف قوته وتوترات طائفية وتشوش سياسي. وقال بانيتا خلال مراسم إنزال العلم: ''بعد إراقة دماء الكثير من العراقيين والأمريكيين، أصبحت مهمة إقامة عراق قادر على حكم وتأمين نفسه بنفسه أمرا واقعاً''. وفُقد نحو 4500 جندي أمريكي وأكثر من مليون عراقي أرواحهم في حرب بدأت بحملة قصف بغداد بالصواريخ والقنابل انتهت بإعدام الرئيس صدام حسين. وفي الفلوجة، معقل المقاومة، احتفل عدة آلاف من العراقيين بالانسحاب وأحرقوا الأعلام الأمريكية والإسرائيلية ورفعوا صور شهدائهم. وأبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي وعد في حملته الانتخابية بإعادة القوات الأمريكية لوطنها، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن واشنطن ستظل شريكاً مخلصاً بعد انسحاب آخر جندي أمريكي. ويخشى البعض اندلاع المزيد من الصراع الطائفي أو عودة تنظيم القاعدة. كما أن خلافاً نشب بين الأكراد في منطقة كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد حول أراض متنازع عليها أين يمثل النفط نقطة توتر إضافية. وما زالت الأوضاع الأمنية مصدر قلق رئيسي، حيث تستهدف الهجمات الآن مكاتب الحكومات المحلية وقوات الأمن في محاولة لإظهار ضعف السلطات. وفتح سقوط صدام الطريق لتولي الشيعة، الذين يمثلون الأغلبية، مناصب حيوية بعد قمع دام عشرات السنين في ظل حكم حزب البعث. لكن بعد تسع سنوات من الغزو ما زال العراق بلداً منقسما، ما يثير قلقا كبيرا من أن أيام العنف الطائفي لم تنته بعد. وسيبقى نحو 150 جندي أمريكي فقط في العراق بعد 31 ديسمبر ملحقين بالسفارة الأمريكية الواقعة قرب نهر دجلة. وسيتولى متعاقدون مدنيون مهمة تدريب القوات العراقية على المعدات العسكرية الأمريكية.