يُقال من الحب ما قتل لكن يبدو أنه في مجتمعنا استبدلت المقولة وتحولت إلى أن من الحب ما أوصل إلى غياهب السجن، بعد أن صار التناحر معلنا بين بعض النسوة حول الظفر بأحد الخطاب فمن الضرب والملاسنات وصلت الأمور إلى خطوطها الحمراء بعد أن بلغت شدة الانتقام بتلفيق التهم قصد إبعاد إحداهن عن الرجل المقصود والظفر به في الحال· هي قصة السيدة (ل· منى) هي في عقدها الثالث أو ريعان شبابها الممتلئ بالزهور إلا أن تلك الزهور تحولت إلى أشواك بفعل الفاعلين، بحيث كتب لها القدر أن تلتقي بفارس أحلامها الذي وعدها بالزواج إلا أن ذلك الحلم لم يتحقق بعد أن دخلت في حياة الاثنين امرأة ماكرة أبت إلا إفساد العلاقة وتغييب فرحة المخطوبين، وراحت بكل السبل إلى إفشال مشروع الزواج كما توعدت الفتاة بإفساد حياتها وأنها لن تنال مرادها، كانت تلك المرأة تحن إلى مجرد نظرة عابرة منه، وفشل طموحها أدى بها إلى الانتقام بعد انشغاله بفتاة أحلامه التي رأى فيها المواصفات التي يحبذها في زوجة المستقبل خاصة وأن سيرة تلك المرأة كانت على كل لسان على حسب ما صرحت به أم الفتاة، وعرفت بسلوكات سيئة على مستوى البلدة التي تقطن بها على خلاف ابنتها التي كانت طيبة السمعة ولا تخرج أبدا من البيت مما أشعل في تلك المرأة نار الغيرة وضغينة الكره والحقد خاصة وأن ذلك الرجل فضلها عليها وهي المرأة التي لا تهان أبدا بفعل أياديها المبسوطة ومعارفها الواسعة· ففكرت مليا لرد اللكمة بقوة إلى الرجل والفتاة معا، فلم تجد بيدها سوى تلفيق تهمة للفتاة المسكينة وإيصالها إلى أبواب المحاكم ثم غياهب السجن، بحيث رفعت دعوى ضدها تتهمها فيها بسرقة مجوهرات تعادل قيمتها 20 مليون سنتيم، كما أتت بشاهدة تؤكد الحادثة مما جعل المسكينة في موقف المتهمة وعلى الرغم من إنكارها ونفيها للتهمة الملفقة نفيا قاطعا إلا أن الأدلة كانت ضدها لاسيما بعد سماع شهادة الشاهدة بعد أدائها اليمين، وحكمت المحكمة الابتدائية بثلاث سنوات حبسا نافذا وغرامة ب 20 مليون سنتيم كما تعرض منزل الضحية إلى الحجز بعد أن تعذر عليها تدبر مبلغ الغرامة وراحت إلى بيع كل أثاث المنزل لأجل أن تدفع الغرامة، ولم تتأخر على طعن الحكم أمام المجلس القضائي الذي نظر القضية وحكم عليها بستة أشهر مع وقف التنفيذ الأمر الذي لم يعجب المتهمة التي أعادت الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا كأعلى درجة· في تلك الأثناء صحا ضمير تلك الشاهدة المزيفة وراحت تسارع إلى نفي شهادتها وأنها أدلت بها عن زور، الأمر الذي أدى إلى إصدار حكم نهائي يقضي ببراءة المتهمة من التهمة المتابعة بها والتي لفقت لها من تلك المرأة، وجعلتها تعاني لسنوات عدة وظهر الحق في الأخير وكان في صف المتهمة المظلومة التي عادت من جديد إلى خطيبها بعد أن كانت بداية فرحتها نقطة مأساتها وتعاستها بفعل الحاقدين ومرت بتجربة قاسية لم تجد فيها إلا أمها التي كانت سندها القوي في أحلك الظروف التي مرت بها·