* إجماع على الدور المحوري للجزائر في إنجاح مؤتمرات التعاون الثقافي تبنّى المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة في اختتام أشغاله أمس بالعاصمة، توصيات هامّة انبثقت عن جملة التقارير والوثائق التي تمّ طرحها على جدول الأشغال وتمحورت في مجملها حول تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي والدعوة إلى تفعيل مضامينها وأهدافها في تعزيز العمل الثقافي الإسلامي المشترك وتطويره واعتباره ضمن أولويات التنمية الشاملة بالدول الأعضاء في المنظّمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم· هذا، وقد ناقش المشاركون في المؤتمر السابع لوزراء ثقافة الدول الإسلامية على مدار يومين محاور هامّة وعديدة خلصت إلى تبنّي قرارات محورية تلخّصت إجمالا في نطاق تنمية العمل الإسلامي المشترك، وعلى وجه الخصوص حماية التراث الثقافي والحضاري الإسلامي المعرّض للأخطار في الدول الأعضاء كالذي يحدث في فلسطين حاليا، مع التشديد على أهمّية التصدّي للمحاولات المتكرّرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي الرّامية إلى تهويد القدس الشريف، مع الدعوة إلى التنسيق مع لجنة التراث العالمي لاستصدار قرارات فاعلة توقف هذه الانتهاكات على وجه السرعة، فيما أجمع المشاركون في المؤتمر على الأهمّية الكبرى التي يكتسيها قَبول فلسطين عضوا كاملا في منظّمة اليونسكو وما يمكن أن يقدّمه ذلك من دعم حقيقي للشعب الفلسطيني في سبيل الحفاظ على هويته ومقوّماته الثقافية والحضارية والتاريخية من كافة الاعتداءات الاسرائيلية· واعتمد البيان الختامي للمؤتمر أيضا استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي في ظلّ التحدّيات الكبرى التي يواجهها المسلمون اليوم، وعلى رأسها ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تنامت بصورة خطيرة. حيث دعا المؤتمر إلى ضرورة تصحيح المعلومات عن الإسلام والمسلمين والتصدّي لكلّ محالات التشويه والتزييف التي تشنّها أطراف إعلامية وسياسية غربية، وهو ما لا يمكن أن يتأتّى إلاّ بتطوير استراتيجيات تقنيات المعلومات والاتّصال في العالم الإسلامي، موجّها الدعوة إلى الدول الأعضاء لجعلها ضمن أوليات سياستها الثقافية، لا سيّما ما تعلّق بصناعة المحتوى الرّقمي وتشجيع الشراكة مع المكتبات العمومية وتعزيز ديمقراطية الاتّصال والنفاذ إلى المعلومات وتداولها في إطار احترام القانون والالتزام بالثوابت· وعلى هذا ثمّن المؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين اتّباع الأديان والثقافات، مركّزا على أهمّية تكثيف الجهود بالنّسبة للدول الأعضاء لأجل تفعيل المقترحات البنّاءة الواردة فيها لإنجاح مشاريع الحوار بين الأديان والثقافات وتحقيق التكامل بينها وبين غيرها من مبادرات الحوار بين اتّباع الأديان والحضارات، فيما اعتمد المشاركون كذلك دعم إنشاء مركز الملك عبد اللّه بن عبد العزيز العالمي للحوار بين اتّباع الأديان والثقافات. وفي ذات السياق اعتمد المؤتمر منهاج تكوين الإعلاميين لمعالجة الصور النّمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية. وخلص المؤتمر في جانب آخر، إلى التأكيد على أهمّية الأدوار الثقافية التي يقوم بها المجتمع المدني في الحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيز قيم العدل والسلم والمواطنة، مع الحرص على إيجاد علاقات تعاون وشراكة قوية بين المؤسسات الحكومية والأهلية لتحقيق ذلك، فيما دعا المؤتمرون إلى أهمّية التنسيق والتعاون بين الحكومات في الدول الأعضاء ومنظّمات المجتمع المدني لتنفيذ البرامج والمشاريع في إطار تعزيز الحوار والسلم. وفي إطار تشجيع المبادلات الثقافية بين الدول الأعضاء أكّد المؤتمر على أهمّية تشجيع إنشاء المقاولات الثقافية من أجل تنمية الإبداع الفنّي والثقافي وتشجيع الشباب على إنشاء مقاولات ثقافية، مع ضمان إنشاء مراكز إقليمية للتكوين في مجال الصناعات الإبداعية· أمّا فيما يخص الدورة المقبلة للمؤتمر فمن المقرّر أن تحتضن المدينة المنوّرة الدورة الثامنة سنة 2013، تليها مدينة نزوة بسلطة عمان سنة 2015، ثمّ مشهد بإيران سنة 2017·