كاميليا قرقاش موازاة مع التطور التكنولوجي الذي تعرفه معظم دول العالم في مجال الإعلام الآلي، لجأ أغلب المفتين والمشايخ إلى مواقع الأنترنت لتقديم فتواهم ونصائحهم الدينية للناس والشباب خاصة، عبر إنشاء صفحات الكترونية على التويتر والفيس بوك، خصوصا إذا علمنا أن أغلب رواد هذه المواقع هم من الشباب، من أجل الإجابة على استفساراتهم الدينية والدنيوية بالتواصل معهم لمعرفة المشاكل والمسائل التي تصعب على الشباب معرفة أحكامها الدينية· إذ كرس العديد من المفتين والمشايخ وقتهم للتحاور مع هؤلاء الشباب بطرق منفتحة تمكنهم من التواصل الجيد معهم، وبالتالي إقناعهم بإمكانية إيجاد حل لمشاكلهم وأسئلتهم المستعصية، حيث لقيت هذه المبادرة استحسان العديد من مرتادي التويتر والفيس بوك، إذ أكد بعضهم ل(أخبار اليوم) أن اقتراب المشايخ منهم بهذه المبادرة المشرفة، والتي رسمت للدين الإسلامي صورة جميلة، تمكنوا بها من الاقتراب منهم وعيش مشاكلهم، سمحت لهم بالتواصل معهم والإجابة على تساؤلاتهم الكثيرة في مجالات الحياة الدينية والدنيوية، حيث يعتمد هؤلاء المفتين في إيجاد إجابات لهذه المسائل بالعودة إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلوات الله عليه، حتى يتوصلوا إلى حل ينهي الشكوك التي تدور في رؤوس بعض الشباب المشككين في أمور دينهم الحنيف، ليقول أحد الشباب إنه مع الفتوى عبر الفيس بوك والتويتر، خصوصا وأنه جربها في الإجابة عن الأسئلة التي كان يصعب عليه إيجاد حل لها في السابق، ليضيف أنه مع انتشارها من أجل ترسيخ المفاهيم والمعلومات الدينية الصحيحة، فمن المعروف على الفتوى أنها علم وبحث مدقق في كتاب الله وسنة نبيه، وهي أيضا وسيلة للتعبير عن الرأي مكفولة للجميع لكن دون الإساءة أو التجريح لأحد، لكن يجب على الناس أيضا معرفة من أين يأخذون فتواهم لكي لا يقعوا في الغلط، وعليهم أيضا عدم أخذ فتاوى في الأمور المسلمة بها سابقا، كما عليهم النظر إلى المفتين والمشايخ على أنهم أبدوا رأيهم الشخصي، فالشخص هو الوحيد المسؤول عن نفسه وهو وحده من سيقف أمام رب العالمين، وليس هذا المفتي أو ذاك· شاب آخر وهو طالب جامعي تخصص علوم شرعية، يقول بأن للفتوى أصول ومرجعية ولها أشخاصها المختصين فيها، وهم يأخذون من الكتاب والسنة مرجعا صحيحا لفتواهم، وعالمنا العربي الإسلامي مليء بمفتين أكفاء، على غرار الشيخ محمود المصري ومحمد حسان الذي تستطيع أن تأخذ منهم كافة الإجابات عن السيرة النبوية والعبادات، فمثل هؤلاء من يجب أن تكون لهم صفحات على الفيس بوك لتقديم النصح والإرشادات للناس، وليس كل من هب ودب يمكنه أن يفتي في أمور المسلمين، فليس كل من صعد على المنبر له الحق في الفتوى، ليعقب بأن الفتوى عبر المواقع الإلكترونية ليست غلطا أو خطأ وإنما يجب أن يكون عليها نوع من الرقابة لكي لا يقع بعض الشبان الضعفاء فريسة سهلة، لمن يجعل من الفتوى وسيلة لنشر الإرهاب بين الناس· وعليه يدعو العديد من الشباب بقية أفراد المجتمع، إلى الاستعانة بهذه الوسيلة المتاحة أمام الجميع لمعرفة الأحكام الشرعية لعباداتهم ومعاملاتهم مع الغير وفي كافة شؤونهم الحياتية، حيث بالإمكان الحصول على فتاوى نموذجية للعديد من المسائل التي يكثر السؤال عنها·