مع غياب مرجعية دينية موحدة يتلقى من خلالها الجزائريون الفتوى، وفي ظل الحاجة المتزايدة لهم بطلب الفتاوى، يتجه الجزائريون إلى مصادر عدة طلبا لما يشكل عنهم في أمور دينهم ودنياهم، ومن ذلك المنطلق تصدرت عدة جهات ساحة الفتوى في الجزائر، لعل من أبرزها بعض المشايخ الجزائريين خصصت وسائل الإعلام على اختلاف أنماطها حيزا لهم، وكذلك كان ”للشيخ غوغل” مجالا فسيحا لإعطاء الفتوى، وكذلك هو الحال مع الرقم 080 الذي يتيح لك فتوى قد تكون على مقاس بمجرد الاتصال على ذلك الرقم· وتسعى وزارة الشؤون الدينية لتوحيد وضبط مجال الفتوى بالجزائر من خلال قنوات عدة، أبرزها المجالس العلمية بالولايات التي تضم خيرة ما أنجبت المعاهد الإسلامية والجامعات الجزائرية، ويقصد الناس تلك المجالس، كما يمكن طلبها عن طريق الهاتف، كما طرحت وزارة الشؤون الدينية قبل فترة ”بنك الفتاوى” الذي يضم جملة من المسائل الفقهية· وكجهة رسمية ثانية في الفتوى بالجزائر، نجد المجلس الإسلامي الأعلى الذي يضم كذلك مجموعة من المشايخ والأساتذة، يترأس تلك اللجنة مفتي المجلس وهو الشيخ شريف قاهر وهو شيخ ذو باع طويل في العلم والفقه· كما تكفي إطلالة على الجرائد اليومية أو الأسبوعيات، حتى نجد زخما من المشايخ والأساتذة الذين يقدمون الفتوى، ولعل من أشهرهم الشيخ أبوعبد السلام، والشيخ شمس الدين بوروبي والأستاذان كمال بوزيدي وعبد الحليم فابة، بالإضافة إلى فتاويهما على التلفزيون الجزائري· كما تقدم القنوات الإذاعية عددا من الحصص التي تعنى بمجالات الفتوى ولا تخرج قائمة المدعوين عن الأسماء السابقة، ويضاف إليهم محمد إيدير مشنان وموسى إسماعيل· المجال الثاني الذي يتيح حيزا واسعا من الفتوى بالنسبة للجزائريين هو الحقل الافتراضي والأنترنت، وهذا المصدر لا يكلف صاحبه غير الاستنجاد بحاسوب مربوط بالشبكة وكتابة كلمة ”فتوى” حتى تتدفق عليه آلاف المواقع المتخصصة في هذا المجال من كل حدب وصوب، من فتاوى الغسل والطهارة إلى الجهاد والتكفير وتقتيل الناس تحت ذريعة التترس، حتى أنه يمكن ببعض التحكم في المفردات والكلمات أن ”تستعطف” ”الشيخ غوغل” حتى يرخص لك تقديم الرشاوى في حال تعذر قضاء المصلحة· المجال الآخر الذي فتح لتقديم الفتاوى التي يقال عنها إنها تتطور بحسب الزمان والمكان، وجدت لها مكانا في هواتفنا النقالة التي صارت في متناول الكبير والصغير، ملثما هو الحال مع هوس الجزائريين بالفتوى وعدم انتظارهم لوسيلة إعلامية لطرح أسئلتهم عليها أو استفتاء ”الشيخ غوغل”، صار من السهل تشكيل الرقم 080 ليرد عليك المجيب الآلي أن الشيخ في الاستماع إلى استفساراتك الدينية، والمقابل هنا دراهم معدودات·