يعاني سكان أحد الأحياء السكنية بعين النعجة، منذ أكثر من أسبوع من تسرب المياه القذرة في أرجاء الحي نتيجة لانفجار إحدى بالوعات مياه الصرف الصحي، خصوصا وان نفس الحي بات يعاني من نفس المشكل بين كل فترة وأخرى، حيث باتت هذه التسربات تشكل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية، في ظل سياسة اللامبالاة التي تمارسها السلطات المعنية، والتي تكتفي في كل مرة بإصلاحات بسيطة، غير أن انفجار بالوعة الصرف الصحي هذه المرة، أدى إلى إغراق الحي بأكمله في المياه القذرة. أشار العديد من سكان الحي أن مستوى تسرب المياه القذرة، إلى مداخل عماراتهم، ناهيك عن الروائح الكريهة التي وصلت إلى بيوتهم وهو ما بات يهدد ويشكل خطرا كبيرا عل صحتهم وصحة أطفالهم، ليقول احد المواطنين أنهم يمرون صباحا ومساء على هذه المجاري الظاهرة على سطح الأرض، التي تزداد سوءا خصوصا في فصل الشتاء، ومع هطول الأمطار التي تزيد من نسبة النفايات والأوحال وانبعاث الروائح الكريهة بفعل الانسداد، ليضيف أن الظاهرة صارت معروفة لدى الجميع بين كل فترة وأخرى، ليعقب مواطن آخر أن الانفجار الذي حصل هذه المرة أثار الاستياء الشديد بين أوساط السكان كون المياه القذرة والروائح الكريهة والأوساخ انتشرت على طول الحي، ليضيف بأنه حتى ولو كان الطقس مشمسا او ممطرا، فهم يضطرون إلى غلق النوافذ والشرفات تفاديا للروائح الكريهة المنبعثة. كما أن أكثر فئة عانت من هذه الظاهرة هم الأطفال، خصوصا أنها تزامنت وفترة أخذهم لعطلتهم الشتوية، فبدل قضاء أيام منها في اللعب، سيضطرون إلى قضاءها بين جدران البيت، إذ تقول إحدى المواطنات أنها اضطرت إلى منع أبناءها من الخروج بسبب المياه القذرة المنتشرة في الحي، خوفا عليهم من الجراثيم والميكروبات التي تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة، التي ممكن أن تصيبهم إذا ما خرجوا من البيت، فهم أطفال صغار ولا احد يستطيع منعهم من اللعب أمامها، مواطن آخر قال بأنه اضطر إلى بعث أبناءه إلى بيت والديه، ليتمكنوا من استغلال بعض الأيام من عطلتهم في اللهو واللعب مع أقرانهم، خصوصا وأنهم لم يتمكنوا من اللعب في حيهم الذي بات ملوثا بالمياه القذرة، ليقول بأنه تمكن من إيجاد حل لابناءه، متسائلا كيف سيكون مصير الأطفال الآخرين، الذين ليس لهم مكان يذهبون إليه غير المكوث في حيهم، فإذا كانوا ينتظرون هذه العطلة بفارغ الصبر لأخذ قسط من الراحة من فترة الأربعة شهور، كلها دروس وفروض وامتحانات، ليكافأ صبرهم بحي وهواء ملوث، يمنعهم من الخروج والتمتع باللعب واللهو اللذان منعوا منهما طيلة الفصل الأول من الدراسة. وناشد سكان هذا الحي سلطات البلدية، والمصالح المعنية أيا كانت، عساها تسمع شكواهم، وتساهم في حل هذا المشكل جراء انسداد وانفجار هذه البالوعات التي قد تؤدي إلى غلق الطرق وعزل الأحياء، والتسبب في كارثة بيئية خطيرة، إذا استمر السكوت عنها، خصوصا وان فصل الشتاء هذه السنة بدا مبكرا.