يشعر بعض الناس بآلام شديدة على مستوى المفاصل في فصل الشتاء البارد، ولا تتحسن حالتهم الصحية حتى بعد أخذ الكثير من الأدوية، كما تزداد حدة الآلام مع مرور الزمن، مما يسبب الإصابة بالأمراض الروماتيزمية. إذن ما هي الأمراض الروماتيزمية؟ كيف يتم علاجها؟ وما هي سبل الوقاية منها؟ إن مرض الروماتيزم هو من الأمراض الأكثر شيوعاً في فصل الشتاء البارد. وقد يصيب هذا المرض أي عضو من أعضاء الجسم كما يسبب آلاماً حادة وفي أحيانا كثيرة آلام لا تطاق لدى المصابين به. وفي الأساس تعود هذه الآلام لخلل عضوي قد يكون على مستوى الهرومونات أو على مستوى التغذية أو من جراء التهابات، والعلاجات الطبية تبدأ بعد تحديد دقيق لأساس هذا الألم، ولقد صرح الأطباء مؤخراً بان السبب في عدم التوصل لعلاج فعال لهذا المرض وعدم اهتمام الباحثين به يرجع إلى كونه مرضا غير قاتل. ذلك أن العلم حتى يومنا هذا لم يتوصل لعلاج معظم أنواع مرض التهاب المفاصل الذي يربو على المائة نوع. يعتبر الروماتيزم في نظر أطباء العالم أشد خطورة من السل والسرطان فبين كل عشرة مرضى في العالم نجد مريضا واحدا بالروماتيزم والنساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال. ففي مقابل كل ثلاث نساء هناك رجل واحد مصاب بهذا المرض. وأكثر أصحاب الحرف إصابة هم المزارعون وعمال المصانع. يعتبر هذا المرض أكثر شيوعاً في المناطق الرطبة منه في المناطق الجافة، وبرودة الجو تزيد آلام المرضى ولكنها لا تسبب الإصابة به. إن مرضى الروماتيزم أحيانا يشكلون مشكلة طبية تستعصي على التشخيص الدقيق أو المبكر أو العلاج الناجح الشافي نظرا لأنها ذات أشكال عديدة عند ظهورها وذات أسباب عديدة ومظاهر سريرية تختلط بين أمراض روماتيزمية أو غير روماتيزمية . وعند حديثها عن أسباب الأمراض الروماتيزمية، قالت الطبيبة يان شياو بينغ: " لم يتوصل الطب الحديث لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تسبب الأمراض الروماتيزمية، ونعرف فقط أن أسبابها قد ترجع إلى الوراثة والحالة المناعية." وفيما يلي قدمت أخصائية، مجموعة من النصائح للمرضى، عند الشكوى من آلام بالمفاصل، إذ على المريض المسارعة في مراجعة الأطباء للفحص والتشخيص والعلاج الدقيق وعدم اللجوء للأطباء غير المتخصصين أو الاعتماد على الوصفات الشعبية من الأعشاب أو المعالجات الذاتية التي من الممكن أن تشكل خطرا على صحتك إذا لم يكتشف سبب المرض الأساسي، ثانيا، الحذر من البرد في الشتاء للوقاية من الآلام العضلية أو الالتهابات الروماتيزمية أو الآلام المفصلية وآلام أسفل الظهر، فالبرد يزيد الآلام وقد يساعد على حدوث التقلصات العضلية، وثالثا، تخفيف الوزن، فالسمنة وزيادة الوزن تعتبران من أهم الأسباب التي تسبب الآلام الروماتزمية في الركبة وأسفل الظهر، و رابعا، للوقاية من الحمى الروماتيزمية التي تبدأ بإصابة الحلق، ثم تنتقل إلى القلب عليك بالتوجه وبسرعة للطبيب لمعالجته بواسطة البنسلين أو أي مضاد حيوي آخر مفيد في هذا المجال طبقا لتشخيص الطبيب. أما خامسا، فعندما تشعر بآلام أسفل الظهر والتي تزيد مع الحركة وعند الانحناء وخلال العطس والسعال والذي قد يحدث نتيجة التعرض للبرد أو البلل أو نتيجة الإجهاد، اذ يجب أن يلزم المريض الفراش للراحة وأن يتدفأ قدر المستطاع بوضع قربة الماء الساخن على الظهر وقد يفيد التدليك أو العلاج الطبيعي بالحرارة والحمامات الساخنة، مع ضرورة مراجعة الأطباء عند بداية حدوث الآلام للفحص والتشخيص والعلاج، و سادسا، إن أدوية الروماتيزم أو المسكنات أو الأسبرين لها مضاعفات جانبية خطيرة على المعدة. لذا يجب عدم استعمالها بدون مشورة الطبيب المعالج، وعدم استعمال أي دواء بدون فحص طبي حتى يتجنب المرضى المضاعفات الصحية مع ضرورة التدفئة في الشتاء وتجنب البرد. وبهذا الشأن، أكدت الطبيبة يان شياو بينغ على ضرورة مراجعة الأطباء عند بداية حدوث الأمراض الروماتيزمية. إذ قالت: " تعتبر الأمراض الروماتيزمية سرطانا غير قاتل، ويصعب شفاء المريض منها، لذا يجب على كل مصاب بها التوجه إلى المستشفى في بداية حدوث الآلام." وبالإضافة إلى ذلك، اقترحت الطبيبة على المصابين بالأمراض الروماتيزمية التقليل من أكل الأسماك والجمبري وغيرهما من الحيوانات البحرية التي تزيد من شدة آلام المفاصل، وارتداء الملابس السميكة أثناء أيام الجو المتقلب.