تفاقمت ظاهرة العنف في الوسط المدرسي بولاية عين الدفلى بشكل كبير، حيث سجل مكتب الصحة المدرسية أزيد من 3600 حالة عنف صادرة بين التلاميذ، فيما بلغت حالات العنف الجسدي واللفظي من الأساتذة تجاه التلاميذ بازيد من 156 حالة منذ بداية السنة الجارية. ويعرف مكتب الصحة المدرسية ظاهرة العنف هو مجموع السلوك غير المقبول اجتماعياً بحيث يؤثر على النظام العام للمدرسة، ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي، وينقسم إلى عنف مادي كالضرب، والمشاجرة، والتخريب داخل المدرسة، والكتابة على الجدران، " وعنف معنوي " كالسخرية والاستهزاء، والشتم والعصيان وإثارة الفوضى " ولعل هذه السلوكات والمظاهر ارتبطت ببعض المدارس والمؤسسات التربوية بولاية عين الدفلى نظرا إلى الإحصائيات الواردة من طرف مكتب الصحة المدرسية الذي دق ناقوس الخطر بتسجيله منذ مطلع السنة الجارية أزيد من 3600 حالة عنف صادرة بين التلاميذ، فيما بلغت حالات العنف الجسدي واللفظي من الأساتذة تجاه التلاميذ بازيد من 156 حالة وتعود الأسباب الرئيسية إلى التنشئة الاجتماعية للتلاميذ والتعويض عن الفشل، والاختلاط برفاق السوء والتأثر بأفلام ومسلسلات العنف. ويضاف إلى ذلك غياب القوانين واللوائح التنظيمية والتي تحكم عمل المؤسسات التربوية بالإضافة إلى ضعف التواصل والتعاون بين مجالس أولياء الأمور وإدارة المدرسة في ظل غياب - التعرف على الحاجات النفسية والاجتماعية والأساسية للطلاب وإشباعها بالأساليب والبرامج التربوية المناسبة وعدم الاهتمام بالأنشطة اللاصفية وإشراك الطالب في إعدادها وتنفيذها. ويرى بعض الأساتذة والمعلمين أن الإحباط المتكرر للطالب وعدم تحقيق متطلباته والاستهزاء منه أمام زملائه يخلق لديه الاستعداد للسلوك العدواني وعليه يجب ضرورة معرفة ما وراء سلوك الطالب المشاغب فيما إذا كان للفت الانتباه أو التسلط أوالانتقام أو إظهار الضعف في سبيل الحصول على الشفقة فكل حالة لها طريقة خاصة للتعامل معها. ويرى الأساتذة والمعلمون أنه من الضروري تفعيل مجالس أولياء الأمور والمشاركة في تطبيق مبدأ " التربية مسئولية مشتركة " وليس خلق مجالس أو ما يسمى جمعيات أولياء التلاميذ لحضور احتفالات أخر السنة ويقتصر الأمر في تقديم الجوائز ليس الا دون المشاركة في ايجاد بدائل كفيلة لحل هذه المعظلة التي باتت تؤرق المدرسة الجزائرية فالدور الحقيقي يكمن أيضا في التحسيس والتوعية وربط الآباء بالأبناء والاهتمام بالبرامج والمشروعات الوقائية والتوعوية فضلا عن كل ذلك إظهار وتأكيد الجانب الايجابي في سلوك الطالب المشاغب وإحساسه بإمكانياته وقدراته وذاته والبحث عن جوانب القوة فيه لتجنب لوم الطالب المشاغب أمام زملائه والتحلي بالصبر والحكمة في التعامل معه وتفسير الموقف بأسلوب مقبول والبعد عن إهانة الطالب ومناقشة الموقف معه على انفراد بعيدا عن زملائه، وبناء على ذلك بادرت مديرية التربية للولاية على مدار شهر ديسمبر الجاري في عملية تحسيس التلاميذ بخطورة الظاهرة على مسارهم الدراسي.