بعد أن شاعت تجارة الخردوات على الكبار، راح في الآونة الأخيرة يقتحمها حتى الأطفال الصغار مغتنمين فرصة العطلة الشتوية، وبعد اختصاصهم في بعض أنواع التجارة البسيطة على مستوى الأسواق الشعبية راحوا مؤخرا حتى إلى التخصص في بيع الخردوات واقتحام أسواق يتخوف حتى الكبار من اقتحامها على غرار واد كنيس والدلالة ببلكور وسوق الحراش إلى غيرها من الأسواق الفوضوية التي امتلأت بها نواحي من العاصمة· صارت التجارة كالدم الجاري في عروق بعض الأطفال، وبعد امتهان حرف بسيطة على غرار بيع بعض المقتنيات على مستوى الأسواق الشعبية التي تكتظ بالناس ولا خوف عليهم على مستواها، راحوا إلى أبعد من ذلك باقتحام أسواق الدلالة بكل ما يتربص بهم هناك من مخاطر خاصة وأن أغلبها يتردد عليها اللصوص بدليل تورطهم في كل مرة في بيع أشياء مسروقة بأثمان مغرية على مستوى تلك الأسواق· إلا أن حب كسب المال دفع بهؤلاء الأطفال إلى مجابهة المخاطر والمغامرة في ظل غياب رقابة الأولياء، بحيث صاروا يتصيدون الخردوات مهما كان نوعها من أجل إعادة بيعها على مستوى تلك الأسواق التي ملأتها الآفات من كل جانب، ويذهب الأطفال إلى الاصطفاف هناك حتى أنهم يعانون من النهر من طرف الباعة الكبار الذين اختصوا في بيع الخردوات بدعوى أنهم يزاحمونهم· بسوق الدلالة ببلكور الذي يتخوف المرء منا حتى للعبور منه بالنظر إلى الآفات التي تملأه، اصطف بعض الأطفال خلال هذه العطلة، اقتربنا منهم للوقوف على تلك الحرفة الجديدة التي اقتحموها مؤخرا بكل ما يشوبها من عيوب، بحيث تصعب حتى على الكبار فما بالنا بالصغار· فايز كان مع صديقه وكان يعرض آلة للخياطة بذات السوق قال إنه جلبها من البيت بحيث كانت مهملة ففكر في جلبها للسوق من أجل بيعها هناك، وعن علم أوليائه بذلك قال نعم فأمه هي من بعثت به إلى هناك وطلبت منه أن يبيعها بسعر 5000 دينار، والأدهى في الأمر أنه قدم من منطقة الدويرة إلى العاصمة من أجل بيع تلك الماكنة· أما مروان، 12 عاما، فكان يعرض مذياعا للبيع إلى جانب مكواة على مستوى السوق، اقتربنا منه وسألناه عن الإقبال عليه فقال إن أغلب الزبائن يريدون أخذ السلعة بأبخس الأثمان وتعرض في كل مرة إلى السب من بعض الشبان المتهورين وحتى محاولة الضرب، وعن رد فعله قال إنه لا يخاف أبدا والمهم بالنسبة إليه هو بيع تلك الخردة والعودة بعائداتها إلى أسرته مع أخذ قسط منها· واقتحم الأطفال حتى تجارة الهواتف النقالة ذلك ما اصطدمنا به على مستوى سوق الدلالة بباب الوادي أين كان هناك أطفال قصر يعرضون هواتفهم النقالة بعد أن سئموا منها واحتكوا بذلك مع تجار كبار اختصوا في بيع الهواتف النقالة وراحوا بذلك إلى التفاوض على السعر على طريقة الكبار· وبغض النظر عن أسباب اقتحام هؤلاء الأطفال لتلك الأسواق الخطيرة واختصاصهم في بيع الخردوات فإن تواجدهم هناك يؤدي بهم إلى العديد من المخاطر خاصة وأن أغلب تلك الأسواق يملأها المنحرفون واللصوص مما قد يعرض الطفل إلى شتى المخاطر