هناك مواقع كثيرة ليست إلا عبارة عن مجموعة من الإعلانات، بيع وشراء وتبادل وغيرها، وهي صفحات تكون مقترحة على المتصفحين، عمليات البيع تلك، التي لا تتعلق بالسيارات، ولا الشاحنات، ولا حتى الدراجات فقط، بل إنّ الزوار راحوا يقترحون على بعضهم البعض هواتف نقالة ومسجلات، وغيرها من الأجهزة الصغيرة، وهو ما يجعلك تفكر في أنك تزور دلالة حقيقية. وكانت تلك الإعلانات لشبان يريدون بيع هواتفهم النقالة، وكانوا يعرضونها بأسعار ملائمة مقبولة، بل مغرية أحيانا، فالموقع هو عبارة عن "دلالة الكترونية"، خاصّة وانّ القائمين عليه، وحتى زواره، اغلبهم من حي باب الواد، بينهم بائعون من دلالة الساعات الثلاث، بعضهم يضع إعلاناته بالموازاة مع عمله في الدلالة، وآخرون توقفوا عن البيع التقليدي ليتحولوا إلى البيع عبر الشبكة العنكبوتية. ولعلّ أهمّ موقع هو موقع السوق الشهيرة باسم واد كنيس، حيث وبعد أن أغلقت اغلب المحلات التي كانت تتخصص في بيع الأجهزة المنزلية وغيرها، فتح البعض موقعا الكترونيا يعوضون به خسارتهم، وقد زاد مرتادوه وأصبح خلال سنوات موقعا يرتاده الكثير من المواطنين، ليس فقط من سكان العاصمة، ولكن حتى من الأحياء المجاورة والبعيدة كذلك، وذلك كله بسبب الأسعار التي يعرضها البائعون الذين يزورون الموقع، خاصّة وأنهم عادة ما يرفقون الإعلان بصور عن السلع، أي أنّ الزبون يمكنه أن يطّلع على حالة المنتوج قبل اقتناءه، ثم يقوم بالاتصال مع البائع، عبر الموقع كذلك، او ربما يجد رقم هاتفه فيحددون موعدا لتكملة الصفقة.ويذكر أنّ الموقع لا يختص في بيع أشياء أخرى، بل إنّ جميع السلع التي من شانها أن تثير اهتمام المواطنين تباع فيه، من أجهزة كهرومنزلية، إلى الأثاث وآلات الزراعة والهواتف النقالة وقطع الغيار، خاصّة منها تلك النادرة، كل ذلك يباع على الانترنيت، لكن البيع يعارض مثل تلك المواقع، او على الأقل لا يرتادها، لا يشتري ما يعرض فيها، بحجة أنّ اغلب تلك السلع المستعملة، ليست إلاّ سلعا مسروقة، وهو ما يباع حاليا في أسواق الدلالات العاصمية، بل إنّ الانترنيت، يقول البعض، قد مكنت بعض اللصوص من التخفي، وبيع الشيء المسروق دون خوف وبكل أمان، وهو الأمر الذي يعيبه البعض على تلك المحلات الالكترونية، ولو أنها عملية، بحسب آخرين، وليست إلا نهاية حتمية للثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم، والتي حولت الكثير من الأشياء إلى أشياء رقمية، وجعلت الناس تتوجه المواقع الالكترونية، التي توفر على المشتري الانتقال، خاصة أن يسكن بعيدا، او على الأقل لا ينتقل ألا لكي يأخذ سلعة كان قد رآها واتفق مع البائع على سعرها، وهو ما يوفر الجهد والوقت معا.