لازالت أحياء عديدة بالعاصمة تتخبط في المعاناة والتهميش وسياسة اللامبالاة والتجاهل، بعدم إدراجها ضمن المشاريع التنموية، ضاربة انشغالات السكان عرض الحائط، ومن بين هذه الأحياء التي تعاني الغياب التام والنقائص بلدية جسر قسنطينة التي -وحسب سكانها- قد انتظرت سنوات طويلة نصيبها من التهيئة، وأضاف محدثنا أنه رغم اطلاع السلطات على الوضع سيما في مشكل انعدام الإنارة العمومية، إلا أن الأمور لازالت على حالها. وحسب السكان، فإن عدة أحياء بالقرب من حي 720 مسكنا لازالت بدون إنارة عمومية، في وقت استفادت من الإنارة مناطق نائية ومعزولة وحتى البيوت الفوضوية، كما يوجد مشكل اهتراء طرقات بعض الأحياء التي تعد من بين الأحياء الحضرية إلا أن مسالكها ترابية ولم تعرف عملية التزفيت منذ الإقامة بها ولحد الآن لم تتجسد عليها أية مشاريع لإعادة التجديد والتهيئة، فيما تم بالمقابل تعبيد طرقات مجاورة لها. ورغم الشكاوي العديدة التي رفعها السكان لدى المسؤولين إلا أن الردود تبقى وعود فقط لا غير، فيما يتم الرد عليهم في أحيان أخرى بأن عملية تعبيد الطرقات ليست من صلاحيات البلدية وتؤكد أن أشغال التهيئة لا تندرج ضمن برامجها وأن ما يتم من أشغال يبرمج من قبل مديرية الأشغال العمومية لولاية العاصمة التي تكفلت بمشروع تهيئة بلديات العاصمة. أما من جهة مصادر المديرية المذكورة فهي ترى أن التهيئة ستدخل كل الأحياء، غير أن المواطن يتساءل، عن الطريقة الفوضوية التي تتم بها عملية البرمجة، وحسب أحد المواطنين القاطنين بالحي المذكور فإنه من غير المعقول الشروع في تهيئة جزء من الحي ويهمل جزء آخر في ذات الحي بعيد عن أعين السلطات، كما أنه ليس من المنطقي أن يستفيد حي ما ويتم تجاهل الحي المجاور له، أو تدخل الإنارة العمومية لهذا الحي ويهمل الحي المجاور، بالرغم من أن هذه الأحياء توجد في مساحة واحدة ولا يفصل بينها سوى طريق عمومي أو أمتار فقط. وفي ذات السياق، يشتكي السكان كذلك من رداءة الأشغال التي أسندت لبعض المقاولين الذين أشرفوا على مشروع تزفيت بعض الطرق، حيث يلاحظ مثلا أن عملية تغطية الأرصفة مغشوشة وأن هذه الأرصفة باتت ملامح تدهورها واضحة وجلية للعيان، لأن الإسمنت الذي وضع على أرضياتها لم يتم وفق المقاييس التي تتطلبها مثل هذه العمليات، ويتساءل هؤلاء أين هو دور المصالح المعنية القائمة على سير مثل هذه المشاريع في مراقبة ما يتم إنجازه من قبل هذه المقاولات، رغم أنه بعد إنجاز المشروع لفترة وجيزة تبدأ العيوب تتكشف.