بعد حي السبالة بدرارية والأحداث العنيفة التي شهدتها الناحية بسبب عدم تعايش القاطنين الجدد فيما بينهم عادت نار المواجهات لتحتضنها هذه المرة ناحية جديدة من العاصمة وهي ناحية أولاد منديل التابعة لبلدية الدويرة والتي هي على بعد أمتار من منطقة بئر توتة والسبب دوما هو عدم تعايش القاطنين بالأحواش مع سكان العمارات الجدد· شهدت ذات الناحية أواخر الأسبوع الماضي أحداث عنف بعد مناوشات بسيطة بين شبان المقاطعتين تلتها حروبٌ بقيت إلى ساعات متأخرة من الليل واستدعت تدخل فرق مكافحة الشغب التي لم تقو على مسك زمام الأمور إلا بعد الاستنجاد بطلقات نارية لحق دويها إلى الأحياء المجاورة لتفريق الشبان، ناهيك عن الخسائر التي خلفتها الأحداث بعد أن تم رشق العمارات بالأحجار الكبيرة واستعملت الوسائل الحادة في تلك الصراعات الحامية والتي تجرعها السكان، فيما أدت إلى تعرض الكثيرين إلى جروح، وفيما تداولت أخبار بموت شاب، لتكون هي تلك نتيجة الأفعال غير المسؤولة والعنصرية والتمييز اللذين باتا الطبع الغالب على شبابنا في الآونة الأخيرة مما تولد عنه عدم التعايش فيما بين الأحياء الجديدة المرحلة· ما عايشته ناحية أولاد منديل التابعة إداريا إلى بلدية الدويرة بحيث نشبت حرب حقيقية بين شبان العمارات وسكان الأحواش المجاورة وكلا الطرفين يرى أن الحق هو معه، ففيما يرى أصحاب العمارات أن سكان الأحواش لم يحتملوا مجيئهم منذ اليوم الأول، يرى سكان أولاد منديل عكس ذلك وقالوا إن سبب الحرب المندلعة مرده تعدي شبان العمارات على ابن حيهم مثلما جاء على لسانهم، والنتيجة هي دخول المقاطعة في حرب منذ الثلاثاء الماضي والتي تبدأ أحداثها في كل أمسية وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل· ولم يحتمل سكان تلك العمارات الوضعية التي آلوا إليها والتي نغصت هدوءهم، ناهيك عن حالة الخوف والهلع التي تنتاب أطفالهم الصغار، تقربنا من بعض المواطنين على مستوى ذات الحي فأبانوا غيظهم واستياءهم وتمنياتهم بمغادرة المقاطعة وتحويل مقر سكناتهم اليوم قبل الغد نتيجة تلك الممارسات التي باتت تطبع أحياءهم في كل مرة بسبب عدم التعايش والعنصرية التي باتت تطبع البعض ونحن في وطن واحد، ما قالته إحدى السيدات التي رحلت من العاصمة إلى ذات الناحية منذ 5 سنوات، قالت إن تلك الأحداث لا تفارقهم وتشهدها الأحياء الجديدة من وقت لآخر، إلا أن في هذه المرة هي على غير العادة وضاعف سكان الأحواش من عدائهم باتجاه سكان العمارات بحيث أتوا جماعات جماعات وهم مدججون بالسيوف والغازات المسيلة للدموع والأحجار وراحوا إلى سب وشتم سكان العمارات بنسائهم، كما رشقوا النوافذ وكسروا زجاجها مما أدى إلى عدم احتمال الوضع وتصدوا لهم سكان العمارات الذين رحل أغلبهم من نواحي متفرقة من العاصمة، وقالت إن حتى أطفالهم منعوا من العبور من تلك النواحي وأصبحوا يخشون عليهم وتوقفوا حتى على إرسالهم لاقتناء بعض الحاجيات من محلات الأحواش باعتبار قربها من العمارات، وأضحى يستوجب عليهم النزول إلى بئر توتة من أجل التزود ببعض الحاجيات خوفا من الانتقام منهم من طرف هؤلاء الشبان الثائرين· وقالت سيدة أخرى إنه لو كان بوسعها لغادرت تلك الناحية التي أضحى العيش فيها مستحيلا وحرم على السكان النوم نتيجة تلك الأحداث والغارات التي أضحت تستهدف حيهم وجعلتهم في غير مأمن على أرواحهم وممتلكاتهم· كما خلفت تلك الأحداث عشرات الجرحى من الطرفين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، فيما تداولت أخبار بوفاة شاب في مقتبل العمر نتيجة تلك الأحداث الدامية التي أدخلت كامل المنطقة في حالة من الرعب والفزع