لازالت حرب العصابات ناشبة في الأحياء وطالت حتى تلك الأحياء الجديدة الراقية ولم يعد يقتصر الأمر على الأحياء الشعبية القديمة التي انتشرت فيها العراكات الدامية نتيجة الوضعية المزرية التي تمر بها والتي تسعى الدولة جاهدة على القضاء عليها تدريجيا وبتر المشكل من جذوره، إلا أنه ما لبثت وأن قفزت تلك المشاكل حتى إلى الأحياء الراقية الجديدة التي يبدو أن بعض المرحلين إليها استبدلوا مقر سكناتهم من دون أن يجتهدوا لاستبدال ذهنياتهم وجعلها تتوافق مع تلك المناطق الراقية، بعد أن زحفوا بعراكاتهم إلى الأحياء الراقية التي تعد بمثابة نعمة وضعت بين أياديهم لكنهم لم يعرفوا قيمتها وقدرها على ما يبدو· م· ب ما تجسده الأمور الحاصلة على مستواها والتي تنوعت بين نشوب العراكات المتكررة وكذا الاستمرار في بعض الأفاعيل على غرار ترويج المخدرات ونشرها بالمقاطعات الجديدة واستقطاب زبائن جدد، وهي الأمور التي ملّ منها بعض السكان على غرار حي جنان السفاري ببئر خادم والسبالة بدراراية وكذا عين المالحة بعين النعجة التي اندلعت فيها عراكات متكررة بسبب عدم التعايش مع القاطنين الجدد واستمرت على الرغم من مرور مدة معتبرة من تاريخ الترحيل، وترأسها أصحاب (الرجلة) الذين أبوا إلا تجسيد قانون القوة والعنف الخاص بهم ونشره في الأحياء الجديدة التي مل سكانها من تلك العراكات المندلعة بين الفينة والأخرى، إلى جانب المطاردات الروتينية للمنحرفين من طرف عناصر الشرطة والتي باتت عادة مألوفة بتلك الأحياء خاصة وأن سلوكاتهم أضحت تهدد أمن وسلامة السكان هناك ونغصوا فرحتهم بالسكنات الجديدة بعد أن أصبح العنف والانحراف عنوانا لتلك الأحياء ودما جاريا بعروق بعض الشبان لا يستطيعون الاستغناء عنه· تحدثنا إلى مواطنة من حي جنان سفاري ببر خادم فقالت إن الحياة هنيئة بالحي الذي تتوفر فيه كافة الشروط الضرورية للعيش الكريم، إلا أن ما ينغص هدوءهم هو استمرار بعض الشبان في أفاعيلهم كترويج المخدرات والعراكات الروتينية فهم الآفة التي يعاني منها الحي بعد أن صمموا عدم العودة إلى رشدهم على الرغم من نهاية شبح الضيق الخانق الذي كانوا يتجرعونه بأحيائهم القديمة، - تضيف _ (وما نرعب منه دوما هو احتمال استدراج أبنائنا إلى تلك العصابات الخطيرة التي لم يسلم من بطشها الكل، وباتوا هم الآمرون الناهون بالحي والويل لمن لا يخضع لأوامرهم فسيكون مصيره المطاردة من طرفهم وتنغيص حياته)· وهو ما شهده حي السبالة بدرارية نهاية الأسبوع الماضي بحيث اندلعت حرب فيما بين بعض الشبان المنحرفين ترأستها الخناجر والسيوف والقارورات المسيلة للدموع أدخلت الناحية في حالة من الرعب والفزع بفعل تلك المعارك التي خاضها شبان منحرفون، وفيما تداولت أخبار عن مقتل شاب بعد تعرضه إلى طعنات قاتلة نفى البعض الآخر ذلك وأكدوا أنه يمر بحالة خطيرة ويصارع الموت بغرفة الإنعاش لتكون تلك هي نتيجة التهور وتغييب العقل في لحظات الغضب· وحسب ما أكده البعض أن أبطال تلك الصراعات عادة ما يكونوا من ذوي السوابق العدلية الذين تنوعت جرائمهم بين الضرب والجرح العمدي وترويج المخدرات والسرقات إلى غيرها من الجرائم الأخرى·