عاش أزهى أيّامه في خريف مسيرته الاحترافية، إذ أحرز كحارس بديل مع المنتخب الألماني الميدالية الفضّية في نهائيات كأس العالم 2002، ثمّ نال البرونزية بعد مرور أربع سنوات كحارس أساسي في ألمانيا 2006· وقد ساهم ليمان بنصيب كبير في فوز بطل العالم ثلاث مرّات بمركز الوصيف في بطولة أوروبا 2008 أمّا أحلى لحظات عمره فقد عاشها هذا الحارس العملاق خلال كأس العالم التي نظّمت عام 2006 في بلاده وبين أحبابه، حيث أصبح ليمان بطلا قوميا عندما نجح في صد ركلتين ترجيحيتين في مباراة دور الثمانية أمام الأرجنتين ليهدي الفوز لفريقه· لكن يجب الاعتراف أيضا بأن الحارس يدين بجزء من هذا النّجاح إلى قصاصة الورق التي ظلّ يطالعها طوال عملية تنفيذ ركلات الترجيح· - رحلت عن الملاعب منذ أكثر من سنتين ونصف، كيف حالك منذ ذلك الوقت؟ وماذا تفعل في وقت فراغك؟ -- أنا في أفضل حال، ولقد أصبح لديّ مزيدا من الوقت منذئذ. لعب كرة القدم ممتع جدّا وهو الأمر الذي لم أعد أفعله في الوقت الرّاهن، وهذا هو الوجه الآخر للعملة· - هل يعني هذا أنك تشتاق إلى ممارسة كرة القدم؟ -- أشتاق للعب كرة القدم والتمارين، فهو أمر ممتع ومسلّ جدّا وإن كان فيه عناء كثير في بعض الأحيان· - لم يعد يقشعر بدنك إذن عندما يعزف النّشيط الوطني الألماني خلال مباراة دولية... --- لا تنتابني تلك القشعريرة ولم تكن تنتابني عندما كنت أشاهد المباريات الدولية في السابق، وأعتقد أن ذلك يحدث فقط عندما يكون المرء على أرض الملعب· - لنتحدّث الآن عن الأمور الرّاهنة، حظي المنتخب الألماني عام 2010 بالكثير من المديح وتكرّر نفس المشهد في سنة 2011.. -- قبل المونديال لم يكن أحد يعلم ما يمكن أن يقدّمه المنتخب، بيد أنه فاجأ الجميع بمستواه الرّفيع· فقد قدّم الفريق عروضا كروية رائعة بقيادة لاعبين مثل سامي خضيرة ومسعود أوزيل اللذين لم يكونا مشهورين من قبل على الساحة الدولية إلاّ أنهما تألّقا بشكل لافت في جنوب إفريقيا، أمّا الآن فهما يلعبان جنبا إلى جنب في صفوف ناد يعتبر من أكبر الأندية في العالم، وهو أمر إيجابي. لا يمكن القول إن ما حقّقه المانشافت يعدّ تطوّرا بالمقارنة مع مونديال 2006، حيث احتلّ المنتخب المركز الثالث فقط، ويجب عليه بذل الكثير من الجهد· لا يكفي أن يلعب الفريق بأسلوب جذّاب ويتقدّم في المنافسات، فالمهمّ هو الفوز بشيء، لكن الأجمل في المنتخب الألماني أنه حافظ على قوّته بعد المونديال، بدليل أنه تأهّل إلى نهائيات أمم أوروبا المقبلة دون خسارة، وهذا إنجاز تاريخي كبير· - ماذا ينقص المنتخب الألماني للفوز باللّقب؟ -- لا أحد يعلم تماما ما ينقص ولا شكّ في أن المواهب موجودة بكثرة، إلاّ أنه يجب على المرء بذل جهد مضاعف للفوز بأحد الألقاب، وسنرى إذا ما كان بإمكان هؤلاء الشباب القيام بذلك. فحاليا يدلّل اللاّعبون كثيرا في وقت مبكّر، وعلينا الانتظار لنرى إذا ما كان هؤلاء يرغبون في بذل جهد مضاعف، وسيكون ذلك تحدّيا للجيل القادم· - سيجرى مونديال 2014 في البرازيل، فهل سيكون اللّقب غاية المنتخب الألماني؟ -- لا شكّ في أن الحماسة حاضرة للظفر باللّقب، وبما أن الفريق خسر في نهائي البطولة الأوروبية وكذلك في نصف نهائي المونديال أمام المنتخب الإسباني، بطل أوروبا والعالم، فإن التغلّب عليه في أيّ وقت سيكون هو الغاية· كما قلت من قبل يجب أن نرى إلى أيّ مدى يمكن للاّعبين الذين يضطلعون بأدوار مركزية بذل جهد مضاعف، فبدون ذلك لن يكون هذا الأمر ممكنا· - من ترشّح لانتزاع جائزة أحسن لاعب لعام 2011؟ -- يحظى ميسي بالامتياز نظرا للنّجاحات التي حقّقها برفقة برشلونة، أمّا رونالدو فأراه المرشّح الثاني للجائزة، ولا أتوقّع الفوز بها فهو دون شكّ لاعب رائع إلاّ أنه لم يحقّق نجاحا كبيرا في هذه السنة، فحتى وإن سجّل العديد من الأهداف مع ريال مدريد إلاّ أنه لم يفز سوى بلقب واحد وهو كأس إسبانيا عكس ميسي الذي توّج بالعديد من الألقاب، أهمّها دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية العالمية، لذا أرشّحه بقوّة للظفر بهذه الجائزة لأنه يشغل موقعا استراتيجيا مُهمّا وحاسما أكثر من رونالدو· - وبالنّسبة للسيّدات: مارتا البرازيلية أو فاتمير باجراماج أو بيرجيت برينز الألمانيتين؟ -- آمل أن تكون الجائزة ألمانية. نحن بطبيعة الحال بصدد مستوى عال جدّا، لكن سيكون أمرا جميلا بالطبع في حال فوز إحدى الألمانيتين· - فيما يخصّ كرة القدم النّسائية، هل تثير اهتمامك؟ وهل تابعت نهائيات كأس العالم للسيّدات التي جرت في منتصف السنة الماضية 2011 بألمانيا؟ -- تابعت بعض المباريات لأنني أردت أن أبتعد قليلاً عن كرة القدم بعد اعتزالي· وبكلّ صراحة لا تحظى مباريات كرة القدم النّسائية كثيرا باهتمام التلفزيون الألماني، لذلك يصبح من الصّعب مشاهدة البعض منها، لكنني في جميع الأحوال أتابع أحيانا بعض المباريات إرضاء لزوجتي التي تعشق كرة القدم النّسوية· - مونديال 2018 سيجرى في روسيا ومونديال 2022 سيجرى لأوّل مرّة في بلد عربي قطر، هل فاجأك ذلك؟ -- لا شكّ في أن فوز روسيا بتنظيم المونديال بعد كلّ هذا الوقت هو أمر منطقي، أمّا بالنّسبة لقطر فهو حدث استثنائي· لكن عندما نرى مثلاً المنشآت الرياضية والبنايات الكبيرة التي تمّ تشييدها في هذه المناطق كأبوظبي ودبي على سبيل المثال، نستطيع أن نثق في أن بإمكان قطر تنظيم بطولة رائعة· - أنت تشارك بفعالية في العديد من المنظّمات الاجتماعية مثل (مؤسسة كرة قدم للأطفال) و(باور تشايلد كامبوس جنوب إفريقيا) و(كيك إيت أوت)، حدّثنا قليلا عن ذلك، ماذا يحمّسك في هذا الأمر؟ -- عندما يلعب المرء كرة القدم بشكل جيّد يكون تحت دائرة الضوء ويكون دائما مثار الأحاديث، ولقد شعرت بالكثير من الحماسة للقيام بالأعمال الخيرية لأن لاعب كرة القدم يكون مشهورا ومحبوبا من طرف الأطفال، ويسهل ذلك عليه فعل الكثير· فعندما لا يكون المرء كثيرا تحت الأضواء يصعب عليه الاضطلاع بدور القدوة، لهذا شاركت في هذه المشاريع، ففي كلّ مرّة أكون فيها هناك يتملّكني شعور جميل لإمكاني إسعاد الأطفال· أعتقد أن اللاّعب المحترف يعلم أنه يجب أن يقدّم شيئا في المقابل، حيث يتمتّع بالعديد من الامتيازات، كما أن لديه حياة جميلة على المستوى المالي· فلاعب كرة القدم بإمكانه في لحظة إسعاد الملايين من النّاس، وهو كنز ثمين يجب استثماره بشكل جيّد في الأعمال الخيرية· - سبق لك الاحتراف في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، ما هو البلد الذي أعجبك أكثر؟ -- لندن.. سواء على مستوى كرة القدم والإنجازات أو المدينة في حدّ ذاتها· لدينا هناك الكثير من الأصدقاء، كما كان مُهمّا بالنّسبة لنا كعائلة أن نتعرّف على ثقافة مختلفة ولغة جديدة، ولقد كانت فترة في غاية الأهمّية· - ما هي أهدافك لعام 2012؟ -- في الواقع ليست لديّ أيّ أهداف، فأنا أعيش حاليا مرحلة أفكّر فيها كيف يمكنني استثمار وقتي· وفي المقابل لديّ بعض المشاريع: الدراسة ودروس التدريب والتلفزيون، لكنني لم أقم بتحديد أيّ هدف·