قضيت سبع سنوات رائعة مع المنتخب الإيطالي سواء على المستوى الإنساني أو المستوى الرياضي وسأظلّ ممتنّا إلى الأبد" * "ما فعله زيدان في ملاعب كرة القدم ستتحدّث عنه الأجيال طويلا" * "كرة القدم الإنجليزية لم ترقني أبدا" * "برشلونة الحالي أحسن نادٍ عرفه تاريخ كرة القدم" بن عبد القادر عن موقع "الفيفا" لم يفقد كامورانيزي شيئا من وهجه وتألّقه طوال رحلته التي مرّ خلالها بأندية سانتوس لاجونا ومونتيفيديو وأندررز وبانفيلد وكروز أزول وفيرونا وجوفنتوس وشتوتغارت حتى وصل إلى لانوس، فهو مازال متمكّنا ماهرا شغوفا باللّعبة إلى أبعد الحدود· وبعد أن عاد ليعيش بين أهله في البلد الذي ولد فيه اقتطع ماورو جزءا من وقته ليتحدّث مع موقع "الفيفا" عن كلّ شيء: الحاضر، رحيله عن جوفنتوس، خبراته المونديالية بصحبة الأزوري ومستقبله كمدير فنّي· - ما الذي تغيّر منذ رحيلك عن جوفنتوس حتى عدت في النّهاية إلى الأرجنتين؟ -- في العام الماضي، فضّلت الذهاب إلى ألمانيا لأنني أردت مواصلة اللّعب في أوروبا، وكنت متحمّسا للّعب في فريق مثل شتوتغارت· بعد كلّ هذه السنوات في إيطاليا أردت أن أغيّر الجوّ، وأن أخوض تحدّيا جديدا· كانت فترة وجيزة، لكنني ذهبت بحماس كبير، لم أكن أفكّر ساعتها في العودة إلى بلادي لكن هذا الخيار ظهر بعد ذلك واتّخذت قراري· - ما الذي أغراك بالانضمام إلى لانوس؟ -- كان أوّل فريق يبدي اهتمامه بي في الأرجنتين، وهو نادٍ يبدو كلّ شيء فيه إيجابيا وبسيطا للغاية، كما أنه على المستوى الرياضي فريق قوي وكان في السنوات الأخيرة ينافس على مراكز متقدّمة·· لقد اقتنعت سريعا بالانضمام إليه· - إذا تحدّثنا عن مسيرتك، أيّ الأندية التي مررت بها كان الأفضل؟ -- جوفنتوس في 2006، عندما كان الفريق يضمّ 10 من أفضل 30 لاعبا في العالم، إن هذه التجمّعات لا تحدث إلاّ كلّ 20 سنة، فمن الصّعب جدّا العثور على جيل به مثل هذا العدد من اللاّعبين الممتازين وفي فريق واحد· من بين اللاّعبين الخمسة عشر الذين كانوا معنا كان هناك 11 لاعبا يحملون شارات القيادة في منتخباتهم، لكن ما يدعو إلى الأسف هو أننا لم نتمكّن من تحقيق أيّ إنجاز على المستوى الأوروبي· - هل تشتاق إلى إيطاليا؟ -- أحيانا تنتابني الرّغبة في العودة، هذا صحيح، فأنا أملك منزلي الذي عشت فيه هناك سنوات عديدة، وما يخفّف عنّي قليلاً هو أنني خلال هذه الشهور الأولى لي في الأرجنتين أعيش كلّ هذه الأشياء الجديدة التي لم أمر بها منذ وقت طويل، لكنني بين الحين والآخر أجدني أشعر بالحنين إلى منزلي وأصدقائي وبعض العادات التي ألفتها·· أحيانا يتملّكني هذا الشعور· - ما هو تقييمك لخروجك من جوفنتوس؟ -- لم يكن جيّدا، إنني ممتنّ للنّادي وآخر ما كنت أريده هو أن أتسبّب في أيّ مشاكل من شأنها أن تعكّر صفو هذا الوقت الجميل الذي قضيته هناك، لكن الخروج من النّادي لم يكن جيّدا لي ولزملاء آخرين· كان كلّ شيء غريبا إلى حدّ ما، وبشيء من الدّعم من جانب الناّدي يمكننا القول إننا اضطررنا إلى المغادرة من الباب الخلفي· - عندما حزمت أمتعتك مغادرا الأرجنتين، هل كنت تتخيّل أنك قد تعود يوما ما بطلاً للعالم؟ -- لا·· فإذا كان ذلك هو الحلم الذي يسعى الكلّ إلى تحقيقه فإنه يبقى مجرّد حلم للكثيرين ولا يتمكّن من تحويله إلى واقع إلاّ قليلون، إذا كان لي أن أفكّر في شيء كهذا كنت سأفكّر في إمكانية العودة إلى الديار بشيء ما ذي قيمة، أليس كذلك؟ (يبتسم) لكنه لم يكن شيئاً سهلاً·· لقد سنحت لي الفرصة وقمت باستغلالها· قضيت سبع سنوات رائعة مع المنتخب الإيطالي، سواء على المستوى الإنساني أو المستوى الرياضي وسأظلّ ممتنّا إلى الأبد· - في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010، هل كنت تحرص على متابعة أداء منتخب الأرجنتين؟ - نعم، بالطبع· عندما يكون المرء هناك فإنه يتابع كلّ شيء، خاصّة في ألمانيا، حيث كنّا على وشك أن نلتقي وجها لوجه، فلو تغلّبت الأرجنتين على ألمانيا في دور الثمانية لكانت هي خصمنا في نصف النّهائي· ومن وجهة النّظر الرياضية كان من الجيّد ألاّ نلعب ضدها، لأن الأرجنتين كانت أقدر من ألمانيا على تصعيب مهمّتنا، فبالنّظر إلى نوعية لعبها كانت مواجهتها ستكون أصعب من مواجهة أيّ فريق أوروبي· كان منتخب ألمانيا أكثر تنظيما، في حين كان منتخب الأرجنتين يضمّ اثنين أو ثلاثة من أصحاب المواهب القادرين على قلب الموازين بأفعال غير متوقّعة· - فلنتحدّث عن نهائي 2006، ما هي أوّل ذكرى تخطر على بالك من تلك اللّيلة؟ -- عندما بدأ الوقت الإضافي كنت جالسا على دكّة البدلاء يلتهمني القلق لأنه كان يجب أن ننتظر نصف ساعة أخرى لنعرف مصيرنا في ذلك النّهائي· أذكر الكأس وهي موضوعة هناك أمامنا، والشباب يلعبون، مثلما حدث مع زين الدين زيدان وهو يغادر الملعب مارّا إلى جوار الكأس، بعد أن تلقّى البطاقة الحمراء· بالتأكيد كانت تلك هي الذّكرى الخالدة من تلك البطولة· وفي نظري أنا كلاعب كرة قدم آلمني أن يعتزل، فقد كان لاعبا غير عادي وكان الأفضل في ذلك الوقت، وقد أثبت في تلك البطولة أنه كان الأفضل، كان كلّ شيء سيختلف لو كان قد لعب إلى النّهاية، أليس كذلك؟ إنها فاجعة حقيقية لكنه مع ذلك لا ينبغي أن يأسى لها، فلا ينبغي أن ينسى النّاس كم كان لاعبا عظيما حينذاك، ومن يحبّ كرة القدم حقّا ويعشقها يجب أن يتذكّر باقي ما فعله، بما فيه ما فعله في تلك المباراة، أمّا ما عدا ذلك فيأتي في مرتبة أدنى· - بحكم أنك كنت زميله، هل ماتيرازي خشن بالفعل كما يبدو؟ -- لا، إن ماركو رجل طيّب وأنا على يقين من أننا كلّنا عندما ننزل إلى أرض الملعب تكون شخصيتنا مختلفة تماما عمّا تكون عليه خارج الملعب، قد لا يتّفق معي البعض في ذلك لكنني أعتقد أن في الميدان تظهر لدينا أشياء لا نراها في أيّ مكان آخر، وما دام المرء يلعب في الإطار المسموح به قانونا يكون كلّ شيء مباحا· هكذا يكون الأمر شئت أم أبيت· - هل تعجبك كرة القدم التي يلعبونها في أوروبا؟ -- في هذا العام على وجه الخصوص تراجع مستوى كرة القدم الأوروبية كثيرا، والدوري الإيطالي دليل على ذلك، إذ تفتقر إلى روح المنافسة· فمتصدّر الترتيب في إيطاليا اليوم لديه 62 نقطة، وهو عدد من النّقاط كان يمكن أن يصل إليه بالكاد صاحب المركز الثالث أو الرّابع منذ سنتين أو ثلاث· إن التوازن يغلب على كلّ شيء، والمتصدّر يخسر مباريات كثيرة، وفي أسبانيا لا تلعب فرق مثل لا كورونيا وفالنسيا وفياريال وأتليتيكو الدور البارز الذي يليق بها· صحيح أن برشلونة وريال مدريد اعتادا دائما أن يستأثرا بجلّ الاهتمام، إلاّ أن إحدى هذه الفرق كان يتقدّم من حين إلى آخر ليظهر في الصورة، وهذا لا يحدث الآن· أمّا كرة القدم الإنجليزية فلم ترقني أبدا وأقولها بصراحة· - وما السبب؟ -- لا أعرف، إنها لا تروقني· في أوروبا تثير كرة القدم الإنجليزية جنون الجميع، ربما لأن المنافسة فيها أشدّ من غيرها لكنها لا تعجبني، لكنني تفاجأت حقّا بالدوري الألماني الذي يسوده طابع المنافسة ويمكن لأيّ فريق أن يفوز على أيّ فريق· إن أوروبا تبقى بالتأكيد على رأس كرة القدم العالمية، لكنها حاليا تمرّ بمرحلة إعادة تنظيم واضحة أكثر من أيّ وقت مضى· - إن سماعك وأنت تتحدّث بهذا الحماس يجعلنا نتوقّع رؤيتك تعمل في التدريب بعد أن تعتزل·· -- بكلّ صراحة، إذا توقّفت عن لعب كرة القدم ولم أواصل العمل في هذا المجال سيجنّ جنوني (يضحك)، على الأقل هذا ما أفكّر فيه حاليا، فما يشغل ذهني هو البقاء على أرض الملعب· وعند الحديث عن امتهان كرة القدم بعد الاعتزال لا يكون هناك سوى العمل في التدريب، هناك مهام أخرى تؤدّى في الإدارة والمكاتب لكن ذلك في نظري ليس كرة قدم· - في هذا المجال الجديد، هل ترى نفسك كمدرّب لإيطاليا أو الأرجنتين؟ -- ولِم لا؟ (يضحك) دائما يجب أن نضع لأنفسنا أهدافا وأنا أطمح إلى تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه·