انتشر في الآونة الأخيرة في الأسواق الشعبية وعند العطارين نوع مغشوش من كحل العين، بإمكانه التسبب في الإصابة بالعمى وجفاف العين، وبإمكانه أيضا التأثير على الكبد والعظام، ويتسبب أيضا في إنجاب أطفال متخلفين عقليا وخلقيا، نظرا لاحتواء هذه الأنواع على نسب عالية جدا من عنصر الرصاص، وكما هو معروف عن بنات حواء لهثهن وراء مواد الزينة للحصول على الجمال، فتجدهن يقدمن دفع مبالغ مالية ضخمة من أجل الحصول على مواد تجميلية، تمكنهن من الظهور جميلات، لذا فإنك تجدهن في الأسواق يتسابقن على طاولات بيع المواد التجميلية، دون التحقق من سلامتها وجودتها· وما زاد من انتشارها الكبير في السنين الأخيرة، هو أن البنات الصغيرات اللواتي لا يتجاوز عمرهن الخامسة عشر، أصبحن يزاحمن أمهاتهن وأخواتهن على وضع مساحيق التجميل، فتجدهن يدفعن المال لشراء هذه الأنواع المغشوشة من الكحل، دون أن يهتموا إلى الأخطار الكبيرة التي يعرضن أنفسهن لها، لاقتنائهن هذا الكحل الخطير، وفي هذا الصدد قالت لنا إحدى الفتيات، إنها تقبل على اقتناء الكحل، لأنها لا تستطيع الخروج إلى الشارع من دونه، فهي قد بدأت في استعماله منذ أن كان عمرها ستة عشر سنة، وهي اليوم تبلغ من العمر 22 سنة، ولم يعد بإمكانها الاستغناء عنه الآن، لأنه لا يمكنها تخيل نفسها بدونه سواء في الشارع أو البيت، وعن إذا ما كانت قد تعرضت وأصيبت بمرض ما نتيجة لاستعمالها اليومي له، تقول بأنها لم تعان سوى من بعض الالتهابات البسيطة التي يمكن علاجها، فحسبها هي تستعمل نوعا جيدا من الكحل غير مضر بالعين، فالكحل الموجود بالسوق لا يستهويها، لأنها تعلم تماما بأنها أنواع مغشوشة منه، لتضيف أنه في بعض الأحيان حتى الماركات العالمية والغالية منه تكون مغشوشة، وليس فقط تلك الأنواع المعروضة في الأسواق الشعبية ويكون ثمنها في متناول الجميع· سيدة أخرى قالت لنا بأنها كادت أن تفقد بصرها بسبب هذه الأنواع المغشوشة من الكحل، ونتيجة لهذا الأمر استغنت تماما عن كل مساحيق التجميل، لأنه بسبب هذا الكحل أصبحت عينيها حساسة لكل شيء، حيث روت لنا مشكلتها مع أحد أقلام الكحل، التي قامت باقتنائه من طاولة لبيع مواد التجميل في سوق باش جراح وبمجرد استعماله بدأت عيناها تدمع، ثم احمرت فقررت زيارة طبيب مختص، الذي أكد لها أنها تعرضت لالتهاب نتيجة احتواء قلم الكحل ذلك على ميكروب أدى إلى انسداد فتحات الغدد الدهنية، بالإضافة إلى أنه كان من الممكن أن ينتقل الكحل إلى الجهاز الدمعي ومن ثم إلى القنوات الدمعية فيتسبب في إغلاقها، كما وصف لها قائمة من الأدوية كلفتها مبلغا ماليا يفوق ثمن الكحل ذو النوعية الجيدة بكثير كما نصحها بوضع الكحل على الرمش وتجنب حافة الجفن لحساسيتها المفرطة·