نادى كثير من السوريين -وأنا واحد منهم- للسعي إلى رفع الملف السوري إلى المنظمات الدولية، بعد أن قال الثوار رأيهم في الجامعة العربية في الجمعة الماضية، وفي بروتوكولها في هذه الجمعة، فقد مر علينا أسبوعٌ لم نشهد مثله من قبل، بين الجامعة العربية تقتلنا وبروتوكول الموت جمعتان لا شيء يظهر فيهما إلا القتل والموت، والله المستعان· مناداتُنا هذه للذهاب إلى المحافل الدولية هي من باب الأخذ بالأسباب التي أمرنا الله بها، ليس أكثر· ولكن أولاً وآخرًا وبدءًا وعودًا فإنني أطالب سوريا برفع ملف ثورتها إلى الله في عليائه، وأوجِّه الثوار الأحرار إلى طرق باب ملك الملوك، وكاسر الجيوش، وقاهر الظلمة والطغاة· لن أكتب اليوم شيئًا، ولكني سأذكِّر نفسي وأذكركم أيها الثوار الأحرار بهذه الجمل من صحيح حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، فمقالي اليوم ليس من قولي بل من قول سيِّد البشر الذي لا ينطق عن الهوى· 1- قال صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرمًا بينكم فلا تظالموا· يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم· يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم· يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم)· اللهم إنا نستنصرك على النصيريين والبعثيين فانصرنا يا قوي يا عزيز، اللهم أطعم أهلنا في درعا وفي حمص وحماة وإدلب، وكل أرجاء شامك يا الله· 2- وعن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)· إذن يا إخواني لماذا الخوف والتردد؟ لن يضرنا نظام الأسد إلا بشيء كتبه الله علينا، فلا والله لن يرهبنا·· اللهم إنا نستعينك عليه فأعنا يا الله· لماذا الجزع من خذلان العالم لنا؟ لن ينفعونا إلا بشيء قد كتب لنا، لذلك سنرفع إليك حاجاتنا يا الله دونهم· 3- قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)· ربنا إننا ظُلمنا وانتقصت حقوقنا وانتهكت أعراضنا، فانتقم لنا يا جبار السموات والأرض عاجلاً غير آجل، واشف صدورنا من أعدائنا، واشف صدور قوم مؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم· 4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)· قال: ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) هود: 102· الله أكبر يا أهل الشام· ارفعوا ملفكم إلى الله وأبشروا، فقد أملى الله للطاغية الأسد وجماعته عشرة أشهر، ويوشك أن يأخذه الله أخذ عزيز منتقم، فلِمَ الجزع إذن؟! 5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي وَلِيًّا فقد آذَنْتُهُ بالحرب)، وقد روي بلفظ: (يقول الله: من أهان لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وإني لأسرع شيئًا إلى نصرة أوليائي، إني لأغضب لهم كما يغضب الليث الْحَرِبُ)· إلهنا وخالقنا وسيدنا نحن أولياؤك المؤمنون، آذانا هذا الطاغية، فعليك به يا قوي يا عزيز، كيف نذلُّ وأنت مولانا؟! وكيف نهزم وأنت نصيرنا؟! يا ناصر المؤمنين، يا مولى المستضعفين، قاتل عنا هذا الطاغية، فقد حاربنا وأهاننا وتسلط علينا، أنت حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك· 6- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني)، وقد روي بلفظ: (قال الله: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فخير، وإن ظن شرًّا فشر)· اللهم إنا نظن بك خيرًا، نظن بك أنك ستريحنا من هذا الطاغية، نظن بك أن ستعجل نصرك لنا، نظن بك أن ستحقن دماءنا، وتفك أسر شعبنا، وترحم شهداءنا، هذا ظننا بك يا كريم· خلاصة الكلام: يا أيها السوريون، ارفعوا ملف ثورتكم إلى الله تعالى·· وأبشروا بالنصر بإذن الله·