أصبح مشكل النظافة هاجسا يؤرق السلطات والمواطن، على السواء، خصوصا وأن العديد من الأحياء والشوارع والمدن عبر الوطن، باتت تواجه وضعية كارثية بسبب أكوام النفايات المنزلية المتراكمة هنا وهناك، نتيجة للرمي العشوائي، وبات مشكل النفايات من أكبر المشاكل التي تعاني منها معظم مدن الوطن، ولم يجد لها حلا مناسبا بعد، وتسبب انتشار النفايات وغياب النظافة في تشويه الوجه الحضاري للأحياء والمدن، كما أنه أثر سلبا على صحة المواطن، وأدت هذه النفايات من جهة أخرى إلى بروز عدد من الأمراض الخطيرة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والحيوانات الضالة، كالكلاب والقطط التي أصبحت تهدد حياة المواطنين، خاصة بعض تعرض بعضهم إلى هجوم خطير منها· مظاهر النفايات والأوساخ لا تزال تصنع المنظر العام لشوارع الجزائر، خاصة مع انعدام ثقافة رمي الأوساخ لدى المواطنين، وبغض النظر عن عدم رميها في الأماكن المخصصة لها، فإن بعض المواطنين يقومون برميها عشوائياً، فهذا التصرف يصدر من أشخاص لا يملكون أي حس بالمسؤولية، فالمواطن عليه أن يتعامل مع الشارع، وكأنه جزء من بيته، فالشخص الذي يكون منزله نظيفا ومرتبا، ويدفع في سبيل ذلك جهده وماله، عليه أيضا أن يفكر بنفس الطريقة في حيه وشارعه ومدنه من أجل المحافظة على نظافتها وإبقائها جميلة، لأنه بتصرفه هذا يكون قد ساهم نوعا ما في القضاء على مشكل انتشار النفايات، كما أن هذه التصرفات تدل على القيم الحضارية والأخلاقية والثقافية التي يتمتع بها المواطن· ولعل أهم ما ساهم في انتشار النفايات والأوساخ هو انعدام ثقافة فرز النفايات لدى المواطن الجزائري، التي لم يتمكن بسببها المختصون من تطبيق عملية رسكلة وتصنيف النفايات، خصوصا أن هذه العملية لها تأثير جيد على البيئة والمواطن والاقتصاد، غير أنها تواجه العديد من المشكلات منعت تجسيدها على أرض الواقع لأنها تتطلب فرزا أوليا للنفايات يتم على مستوى البيت، ثم توفير أماكن مخصصة لرمي كل نوع من النفايات على حدى· وعليه قامت الوكالة الوطنية للنفايات بالتعاون مع وزارة تهيئة الإقليم والبيئة بإعداد مشروع لتصنيف النفايات الذي حدثتنا عنه السيدة (حكيمة· ب) إطار بالوكالة الوطنية للنفايات، أنه سيتم الشروع في تطبيقه قريبا على مستوى عشر ولايات نموذجية، لتضيف أن عملية الرسكلة وتصنيف النفايات، يواجه العديد من المشكلات والصعوبات، بالنظر إلى ذهنية المواطنين، فمثلا النساء خاصة العاملات، لا يملكن الوقت لفرز النفايات ووضع كل نوع على حدى، لذا تجدهن يضعن كل شيء في كيس واحد، ومن أجل تسهيل سير العملية، تم اختيار حي من كل ولاية سيطبق فيه المشروع، وللتسهيل أكثر تم تأسيس جمعية الحي التي ستتكفل بمتابعة تجسيد المشروع باباً بباب، حيث تم تخصيص حاويتين واحدة للكرتون وأخرى للبلاستيك والزجاج، وعليه يجب على المواطن أن يتعاون معهم من أجل تجسيد الفكرة على أرض الواقع، فتصنيف وفرز النفايات على مستوى المنزل، سيسهل من عمل الوكالة بترقية جميع أعمال النفايات وفرزها ونقلها ومعالجتها وتثمينها· تجدر الإشارة إلى أن هذه الوكالة تسمح بمنح أداة ملائمة للمساعدة التقنية للجماعات المحلية من أجل وضع مخططات لتسيير النفايات، كما أنها تعمل على تطوير نشاطات جمع النفايات ونقلها وفرزها ومعالجتها وإزالتها، كما أنها تقوم بمبادرات لإعداد برامج تحسيسية والمشاركة فيها، بالإضافة إلى معالجة المعطيات والمعلومات الخاصة بالنفايات وتكوين بنك وطني للمعلومات حول النفايات· من جهة أخرى الوكالة الوطنية للنفايات مكلفة أيضا بوضع النظام العمومي لجمع وتثمين نفايات التغليف، وهي تتولى أيضا مهمة خدمة عمومية في مجال الإعلام وتعميم التقنيات التي تسعى إلى ترقية نشاطات فرز النفايات·