يعرض باعة التمور على مستوى عدد من الأسواق الشعبية، منتجا مشتقا من التمر، يدعى (عسل التمر) وهو معبئ في قارورات بلاستيكية صغيرة ومتوسطة الحجم، مقابل أسعار تتراوح ما بين 250 إلى 300 دج للقارورة الواحدة، وإن كان بعض المواطنين يثقون في كلام الباعة الذين يشرحون لهم كيفية وكذا مختلف منافعه، فإن آخرين يخشون اقتناءه، نظرا لعدم وجود أية إشارة عن الجهة المنتِجة أو المكونات التي دخلت في تركيبته على ظهر العلبة، حتى وإن كان الباعة يؤكدون على أنه منتوج أصلي وصاف، وقادم من واحات طولقة وبسكرة مباشرة، مفضلين البحث عنه في المحلات المتخصصة، أو التوجه إلى مصادره الأصلية في الولايات المعروفة بإنتاج التمر لمن يبحثون عن هذا المنتوج بالذات لما يحتويه من فوائد مختلفة· وفي هذا الإطار، اقتربنا من أحد باعة التمر الذي كان يعرض طاولة مليئة بأصناف مختلفة من التمور، بالقرب من محطة الحافلات بعين النعجة تختلف أسعار كل نوع منها، كما تختلف أشكالها ومذاق كل نوع عن الآخر، وكان البائع يعرض على كل من يقف بطاولته تذوق حبات من التمر، قبل أن يقدم على اقتنائه، واختيار ما يعجبه منها، إضافة إلى استرساله في عرض فوائد المنتج المعبئ أمامه في قوارير بلاستيكية، قائلا إنه عسل التمر الأصلي والمصفى، وهو جيد لأمراض الحساسية، والأمراض التنفسية بصفة عامة، إضافة إلى فائدته الكبيرة في نمو الأطفال، ومنحهم القوة والصحة الجيدة، وحسب البائع دائما، فهو مفيد أيضا لجمال البشرة وتفتيحها، وغيرها من الفوائد العديدة، إضافة إلى مذاقه اللذيذ والفريد من نوعه، كما أن أسعاره معقولة وفي متناول المواطنين، وهو منتج مجرَّب ومطلوب بكثرة في مناطق الجنوب، وأضاف البائع أنه لا يعرض كميات كثيرة منه، لأنه لم يجد بعد الإقبال اللازم عليه نظرا لتخوف بعض المواطنين من اقتنائه، لجهلهم بطريقة تحضيره من جهة، وعدم معرفتهم بفوائده الكبيرة، إضافة إلى أن بعض المواطنين لا يثقون في المنتجات التي يجدونها معروضة عليهم على الطاولات في الأرصفة، وخوفهم من أن تكون غير صالحة للاستهلاك، مؤكدا من جانبه حرصه التام على تقديم منتجات ذات نوعية حفاظا على زبائنه، وترويجا لسلعة جيدة، تضمن له جلب المزيد من الزبائن الأوفياء· ومما تجدر الإشارة إليه أن الكثير من المختصين يؤكدون أن لعسل التمر فوائدَ متنوعة من بينها أنه مخفض لنسبة الكولسترول في الدم ويساعد في الوقاية من تصلب الشرايين لاحتوائه على مادة البكتين، ومفيد أيضا في علاج فقر الدم أو (الأنيميا) لاحتوائه على الحديد والنحاس وفيتامين (ب2)، وكذلك في علاج الكساح ولين العظام لاحتوائه على الكالسيوم والفوسفور وفيتامين ( أ)، إلى جانب أنه مفيد في الوقاية من السموم لاحتوائه على الصوديوم والبوتاسيوم وفيتامين (ج)، وكذا في علاج الضعف العام لاحتوائه على المغنزيوم والنحاس، وعلاج الضعف الجنسي لاحتوائه على البورون وفيتامين ( أ)، ومنع الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة والوقاية من مرض البواسير وتقليل تشكل الحصيات بالمرارة، إضافة إلى تسهيل مراحل الحمل والولادة والنفاس لاحتوائه على الألياف الجيدة والسكريات السريعة·