اتّفقت دول الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على فرض حظر تدريجي على النّفط الإيراني وفرض عقوبات على بنك طهران المركزي لقطع التمويل عن برنامجها النّووي، على ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة (فرانس برس)· وقال المصدر إنه (تمّ التوصّل إلى اتّفاق على فرض حظر على النّفط الإيراني) خلال اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأقرّ رسميا خلال اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين أمس الاثنين· وتنصّ التسوية التي تمّ التوصّل إليها على حظر فوري لأيّ عقود نفطية جديدة بين الدول الأوروبية وإيران وعلى مرحلة انتقالية تبدأ في الأوّل من جويلية وتقضي بإلغاء العقود القائمة· وأجريت محادثاتٌ مكثّفة حول هذه النقطة بين الأوروبيين حتى اللّحظة الأخيرة بسبب تردّد اليونان التي تعتمد إلى حدّ كبير على النّفط الإيراني، والتي سعت في البدء للحصول على مهلة عام قبل وقف الاستيراد· ومن المتوقّع أن تحلّ دول أخرى منتجة للنّفط لا سيّما دول الخليج محلّ إيران لتزويد الدول الأوروبية التي تستورد من إيران· وتصدر إيران 20% تقريبا من نفطها إلى دول الاتحاد الأوروبي، أمّا القسم الأكبر من صادراتها فهو إلى آسيا· ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتّحدة بشكل مواز إلى إقناع الدول الآسيوية مثل الهند بالحدِّ من وارداتها من النّفط الإيراني· وأشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى (مجموعة عقوبات لا سابقَ لها) في حقّ طهران، وصرح بأن إيران (ما تزال تتحدّى قرارات مجلس الأمن الدولي)، واعتبر أن (تبرير إيران لقيامها بتخصيب اليورانيوم بأنه لأهداف مدنية محضة غير مقنع)، وأضاف أن العقوبات سبيل لتمارس أوروبا (ضغوطا سلمية من أجل بدء مفاوضات جدّية) مع إيران· وكان الاتحاد الأوروبي قرّر في السابق تجميد أصول 433 شركة إيرانية و113 شخص وفرض قيود على تصدير العديد من المواد الحساسة لإيران وحظر الاستثمارات في قطاع النّفط· وفي السياق، رحّبت إسرائيل بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على إيران لحملها على التخلّي عن برنامجها النّووي· وصرّح دان ميريدور نائب رئيس الحكومة والمكلّف أجهزة الاستخبارات للإذاعة العسكرية بأن (تشديد هذه العقوبات واللّهجة التي اعتمدها الأوروبيون مهمّة لأنها تؤكّد لإيران أنه من غير المقبول أن تواصل برنامجها النّووي)، واعتبر أن العقوبات لتكون فاعلة يجب أن يتمّ تطبيقُها من قِبل دول اليابان وكوريا الجنوبية (اللتين ما تزالان تستوردان النّفط من إيران ويمكن أن تشاركا في العقوبات لجعل الأسعار أعلى بالنّسبة إلى إيران)· من جهة أخرى، عبرت حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن مضيق هرمز ودخلت الخليج رغم تهديدات من إيران، حسب ما ذكرت تقارير إعلامية أمس الاثنين· وذكرت شبكة (سي أن أن) الإخبارية الأمريكية أن حاملة الطائرات الأمريكية كانت ترافقها سفن حربية بريطانية وفرنسية عندما دخلت مياه الخليج الأحد· ولدى الولايات المتّحدة حاملتي طائرات في الخليج حاليا وهما (أبراهام لينكولن) و(كارل فينسون) وذلك في أعقاب إعادة انتشار حاملة الطائرات (جون ستينيس) في المحيط الهادي قبل أسبوعين· وكانت إيران قد حذّرت الولايات المتّحدة من إرسال حاملة طائرات أخرى إلى الخليج، وهدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وبالتالي عرقلة حصّة كبيرة من صادرات النّفط العالمية إذا فرضت عقوبات غربية على النّفط الإيراني، وردّت الولايات المتّحدة من خلال التهديد باستخدام القوّة العسكرية·