كشف مدير الأمن العمومي عميد أول شرطة عمران عاشور أمس الأحد أن" نسبة التغطية الأمنية الوطنية حاليا قد وصلت إلى 75 بالمائة في انتظار أن تتم التغطية الشاملة، أي بنسبة مائة في المائة، في أفق 2014"، مشدد على استمرارية نهج الشرطة الجوارية من أجل تقريب هذه الأخيرة من المواطن والتكفل بانشغالاته عن كثب وحماية ممتلكاته. يبدو أن جهاز الشرطة لن يكون خارج دائرة الانتعاش الذي ستشهده البلاد بمناسبة تطبيق المخطط الخماسي 2010 2014، إذ ينتظر أن تصل التغطية الأمنية للجهاز إلى حدود 100 بالمائة في 2014، وهو إنجاز كبير جدا يرتقي بالجزائر إلى مصاف البلدان الأكثر أمنا قريبا. للإشارة فقد قام مدير الأمن العمومي بمنطقة بني شقران التابعة لبلدية موزاية رفقة السلطات المحلية لولاية البليدة بتدشين مقر جديد للأمن الحضري يضم كافة المكاتب الضرورية لا سيما مكتبي الشرطة القضائية والأمن العمومي من أجل ضمان تغطية أمنية تامة بمعدل شرطي واحد لكل 250 مواطن لمنطقة بني شقران البالغ عدد سكانها 9150 نسمة والتي تبعد عن بلدية موزاية بتسعة كيلومترات وعن عاصمة الولاية بسبعة كيلومترات. كما استفاد أيضا حي وادي كروش ببلدية الشفة من مقر جديد للأمن الحضري يضم كذلك كافة المكاتب والتجهيزات الضرورية لحماية المواطن وممتلكاته. من جهته أكد مدير الأمن الولائي بالبليدة عميد أول شرطة تومي رشيد أن مصالحه تضمن تغطية أمنية عالية بتواجدها عبر كافة دوائر الولاية العشر وأغلب بلديات الولاية. إنجازات كبيرة في جهاز الشرطة من جهته، أثنى رئيس مكتب التكوين بولاية الجزائر عميد الشرطة رشيد بوعلام الله أمس الاحد بالجزائر العاصمة على الانجازات والمكتسبات العديدة التي عرفها سلك الامن والتي تتماشى ومختلف التحولات التي عرفتها البلاد. وتعرض السيد بوعلام الله في مداخلة ألقاها احياء للذكرى ال48 للعيد الوطني للشرطة الذي يصادف ال22 جويلية من كل سنة الى مختلف المراحل التاريخية لحياة الشرطة الجزائرية ابتداء من اتفاقية افيان (1962) مرورا بانشاء المديرية العامة لامن الوطني الى غاية 2010 . وحسب المحاضر، يعود انشاء أول وحدات وطنية للامن التي كانت تابعة لرئاسة الجمهورية الى سنة 1963 وقد تم ادماج هذه الوحدات في المديرية العامة للامن الوطني التي انشئت سنة من قبل وأصبحت تسمى وحدات التدريب والتدخل . وفي نفس الفترة انظمت الجزائر الى المنظمة الدولية للشرطة (انتربول) خلال دورة الجمعية العامة المنعقدة بهيلسنكي (فنلندا). وشهدت المرحلة الثانية (1965-1977) من تاريخ الشرطة الجزائرية -كما أضاف السيد بوعلام الله -ادماج 11 ألف منتسب للامن الوطني ضمن قانون الوظيف العمومي واصدار أول بطاقة مهنية لجميع الموظفين وأول قانون أساسي في سنة 1968 تضمن الاحكام والمراسيم الخاصة بأسلاك الامن الوطني. وفي سنة 1971 تم اصدار الامر المتعلق بهيكلة المديرية العامة للامن الوطني على المستوى اللامركزي حيث تشكلت بموجبه المجموعة المتحركة لشرطة الحدود والمرور بالولايات الكبرى وأمن الولايات ب15 ولاية انذاك. وعرفت الجزائر في تلك الفترة أحداثا سياسية وثقافية هامة لعبت الشرطة فيها دورا هاما في المحافظة على الامن من بين هذه الاحداث مؤتمر عدم الانحياز (1973)والقمة العربية (1975)والعاب البحر الابيض المتوسط في نفس السنة والالعاب الافريقية (1978) كما اكتشفت الشرطة أول عملية تهريب للمخدرات . وعرفت المرحلة الثالثة من تاريخ الشرطة الجزائرية (1979-1989) تمثيلها في اللجنة المركزية في نظام الحزب الواحد كما شرع في تكوين دفعات منتظمة تتخرج كل عام وتخرج أول دفعة حاملي شهادة الليسانس وتكوين شرطة لدول شقيقة وصديقة، كما صدر في سنة 1987 المرسوم المنظم لمهام المديرية العامة للامن الوطني على المستوى المركزي واللامركزي . الشرطة الجزائرية في قلب الحدث.. عرفت الفترة الأخيرة أحداثا هامة كانت فيها الشرطة الجزائرية في قلب الحدث من بينها ظهور تنظيمات سرية معارضة للحزب الواحد وتعرض المدرسة التطبيقية للشرطة بالصومعة الى هجوم وعدة أحداث شغب بمناطق عدة من البلاد أهمها أحداث 5 أكتوبر 1988. وسهرت الشرطة الجزائرية خلال نفس الفترة على سير مواعيد انتخابية واحتضان مؤتمر القمة العربية وانعقاد مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية الذي شهد اعلان ميلاد الدولة الفلسطينية. وكانت مرحلة ما بعد 1989 قد شهدت ظهور القانون الثاني الخاص بموظفي الشرطة في سنة 1991 والذي لازال معمولا به الى اليوم وانشاء المركز الوطني لقمع الاجرام في سنة 1992 والفرق المتنقلة للشرطة القضائية المختصة في مكافحة الارهاب . وعرفت هذه المرحلة تضحيات الكبيرة في صفوف أعوان الامن كما شهدت تنظيم عدة احداث وطنية ودولية منها مؤتمر القمة الافريقية 1999 والقمة العربية 2005 والمؤتمر الافريقي لمجموعة النيباد 2004 . وأوضح السيد بوعلام الله أن كل هذه الاحداث كانت دروسا استفادت منها الشرطة الجزائرية وجعلتها في مستوى المهام المنوطة بها كما سطر المشرفون عليها استراتيجية جديدة ليس لتحسين الخدمة فحسب ولكن لمواجهة التحديات التي تنتظرها من بينها الجريمة المنظمة والجريمة المعلوماتية . للاشارة فقد تم بالمناسبة تكريم بعض المتقاعدين من جهاز الامن والفائزين في المسابقتين الرياضية والثقافية التي تم تنظيمها.