عكست منافسة كاس العالم التي جرت وقائعها من ال11 جوان وإلى غاية ال11 من شهر جويلية كل توقعات القائمين على قطاع السياحة بولاية تيزي وزو، التي توقعت مع بداية الموسم استقطاب ما لا يقل عن 3 ملايين مصطاف خلال الموسم الجاري بفعل توافد عشرات الآلاف من المواطنين على الشواطئ السبعة المسموحة للسباحة بدائرتي تيقزيرت وازفون، كما كان منتظرا أن يسجل على الأقل ثلثا العدد المتوقع خلال شهر جوان فقط، إلا مباريات كاس العالم ، لم تسمح إلا بتسجيل حوالي 150 ألف مصطاف مقابل 320 ألف مصطاف سجلوا خلال نفس الفترة الموسم الفارط، وهذا حسب الأرقام التي قدمتها مصالح الحماية المدنية للولاية، ما يمثل تراجعا كبيرا مقارنة بنفس الفترة في السنة الماضية. هذا و قد أرجعت الجهات المعنية انخفاض العدد إلى تفضيل سكان الولاية خاصة القاطنين منهم في المناطق الداخلية والجنوبية الغربية الانتقال إلى شواطئ أخرى على غرار بومرداس كونها الأقرب إليهم من شواطئ ازفون و تيقزيرت، و كذا توجه سكان المناطق الشرقية إلى بجاية. لكن يبقى السبب الرئيسي في فقدان شواطئ الولاية لعشاقها في الفترة المذكورة هي عجزها عن فرض نفسها أمام مباريات منافسات كأس العالم هذه الأخيرة التي كانت وراء عزوف السكان عن التنقل للمناطق الساحلية بحثا عن الهدوء و الترويح عن النفس إضافة لامتحانات نهاية السنة للأطوار الثلاثة و هو الأمر الذي ساهم في إنقاص الحركية بهذه المساحات. و تأمل سلطات قطاع السياحة بولاية تيزي وزو أن يرتفع عدد المصطافين في شهر جويلية الجاري والأيام العشرة الأولى من شهر أوت قبل حلول شهر رمضان، حيث تتوفر المنطقة على إمكانيات طبيعية كبيرة،لا تزال بعيدة عن الاستغلال الفعلي لها عبر الولاية ،اذ نجدها إمكانيات تعد بالكثير مع قليل من الاهتمام بها، حيث نجد النقائص لا تزال تعرقل السير الحسن لموسم الاصطياف وراحة المصطافين. و أرجع عدد من التجار بمدينة تيقزيرت غياب المصطافين مقارنة بالسنوات الماضية إلى غياب التكفل الحقيقي بالمشاكل الرئيسية التي تعاني منها المنطقة خاصة ما يتعلق الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و ندرة المياه الصالحة للشرب، خاصة إذا علمنا بأن البلدية قد زودت بمياه سد تاقسبت لكنها لم تستفد منها بعد كون شبكة المياه المتواجدة بها قديمة جدا ولا تصمد أمام قوة المياه الآتية من شبكة الدعم الجديدة، أما عن الكهرباء فان تيقزيرت على موعد مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي كل موسم اصطياف حيث يكثر استهلاك هذه الطاقة خاصة من طرف التجار الذين يفقدون الكثير من وسائلهم وآلاتهم بسبب الانقطاعات المتكررة. نفس المشكل لا يزال مطروحا هذا الموسم أيضا، فيما ينتظر أن يعرف طريقه إلى الحل، مع استلام المحطة الكهربائية المبرمج انجازها على مستوى دائرة تيقزيرت و ذلك ببلدية افليسن تحديدا. هذا و قد راهنت السلطات المحلية على الاستثمار في السياحة الجبلية التي تعد بالكثير بدورها في الولاية و قد أولت الجهات المعنية اهتماما كبيرا بالسياحة الجبلية من خلال برمجة مشاريع تشجيعية خلال الموسم الجاري والمسجلة في إطار انجاز دراسة مناطق التوسع السياحي، حيث تم إحصاء 4 مواقع تتواجد بالمناطق الجبلية لإجراء أشغال انجاز الدراسات بها بغية إعادة تهيئتها. وستمس العملية ستمس كل من "ازرو نطهور" الواقع ب "افرحونن"، فج "تيروردة"، غابة "ياكوران" التابعة لعزازقة، "تالة قيلاف"، "تيزي اوجعبوب" ،وكلها تتوزع على مرتفعات السلسلة الجبلية لجرجرة، وتعرف إقبالا كبيرا خاصة منها موقع "ازرو نطهور" الذي تحيا به زردة سنوية من قبل 3 قرى مجاورة تقوم كل قرية بتنظيم وليمة كل جمعة. كما تجرى بالولاية دراسات لسياحة المنتجعات التي ستشمل الأشغال فيها تهيئة 6 مناطق توسع سياحي، على اعتبار أن السياحة الجبلية لها تأثير كبير على الدفع بالسياحة بصفة عامة نحو الأمام واستقطاب اكبر عدد من السياح لاكتشاف المناطق السياحية و المواقع الأثرية لولاية تيزي وزو. وفي إطار حماية المناطق السياحية الجبلية، أعطت الوزارة الوصية موافقتها على برمجة أشغال انجاز دراسات بشان خلق وإنشاء مخيمات على مستوى غابة ياكوران التابعة لعزازقة بغية جلب السياح إلى هذه المنطقة التي تتوفر على غابة كبيرة مثلت في القديم القبلة الأكثر استقطابا لسكان المناطق الداخلية بتيزي وزو، إضافة إلى إنشاء مخيمات بجوار سد تاقسبت وأخرى موزعة على الشريط الساحلي للولاية بكل من منطقة ازفون، اث شافع ، ميزرانة، افليسن، وتيقزيرت.