تفتح محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة بحر هذا الأسبوع ملف إرهابي تائب يدعى (ك· عثمان) على خلفية متابعته بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة ومحاولة التسميم إضرارا ب 4 أشخاص بصفتهم عناصر الدفاع الذاتي بورشة بناء على مستوى واد الكرمة جسر قسنطينة، حيث كان الهدف من الجريمة الاستيلاء على أسلحتهم من نوع (كلاشينكوف) لصالح الجماعات الإرهابية المسلحة· حيثيات القضية تعود وقائعها إلى تاريخ 23 سبتمبر 2000 بناء على ما ورد في ملف إحالة المتهم على محكمة الجنايات، هذا الأخير البالغ 53 سنة من عمره وأب لستة أولاد بكامل قواه العقلية، عندما كان المتورط ينتمي إلى جماعة إرهابية تنشط بجبال بوزقزة بسرية الرغاية، بعدها انضم للعمل كسائق جرافة بالمؤسسة الوطنية لوضع الهياكل القاعدية للسكك الحديدية بجسر قسنطينة، وبحكم موقع الأشغال المحاذي لمنطقة غابية وقليلة الحركة، كانت دوريات الباتريوت التابعة لواد الكرمة بجسر قسنطينة كثيرا ما تتواجد هناك لغرض حراسة المشروع· وحسب تصريح المتهم فإن الجماعة الإرهابية طلبت منه تسميم عناصر الباتريوت لغرض سرقة أسلحتهم من نوع الكلاشينكوف، وهددوه -حسب تصريحه- بالقتل إذا غدر بهم، فتسلم منهم علبة حلويات (الميلفاي) المحشوة بمادة (لاتروبين) السامة، وتوجه بها صباحا إلى ورشة عمله، وقدم قطعة (ميلفاي) لزميله السائق متحججا بأن زوجته وضعت مولودا، وأنها مريضة ليس باستطاعتها تحضير الطمينة، مقاوم ثان تناول الحلوى والذي كان يحمل قطعتي كلاشينكوف، ثم ثالث والرابع هو رئيس الورشة، وما هي إلا دقائق حتى أغمي على الجميع وهم (ب· يحيى)، (ب· جمال) (ب· سعيد)، (أ· محمد)· المتهم عثمان وفي حين غفلة طلب عطلة مرضية وغادر نحو معاقل الجماعات المسلحة التي كانت تنتظره بسيارة على حافة الطريق، أما الضحايا فتم نقلهم إلى عيادة ببئر خادم لإسعافهم، بينما أُرسلت الحلويات إلى المخبر العلمي بباب الوادي لتحليلها ليتم اكتشاف احتوائها لمادة (لاتروبين) السامة، والتي يتعرض مستهلكها إلى نوبة قيء شديدة ثم يفقد مناعته وبعدها يكون مصيره الموت· وتجدر الإشارة أن القضية عادت بعد الطعن بالنقض لدى المحكمة العليا حيث سبق إدانة المتهم ب10 سنوات سجنا نافذا سنة 2009، في حين استفاد من البراءة في قضية إرهابية لانقضاء الدعوى العمومية·