ذكرت مصادر صحفية مصرية أن المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة وافق على تشكيل مجلس رئاسي مدني برئاسة منصور حسن، على أن تعود القوّات المسلّحة إلى ثكناتها في 10 من فيفري القادم· وأوضحت المصادر أن منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري، هو الاسم المرشّح بقوّة لتولّي منصب رئيس المجلس الرئاسي المدني الذي ستكون مهمّته إدارة الفترة الانتقالية حتى إعداد الدستور الجديد وإجراء الانتخابات الرئاسية، حسب صحيفة (الوفد). وأوضحت المصادر في برنامج (محطّة مصر) على قناة (مودرن حرّية) أن المجلس المدني سيضمّ عددا من ممثّلي التيارات السياسية في مصر وسيعلن المجلس العسكري قراره بتشكيل المجلس، على أن يعود هو إلى إدارة القوّات المسلّحة وعدم التدخّل في الحياة المدنية أو العمل السياسي· ومن جانبه، رفض جمال زهران أستاذ العلوم السياسية فكرة تولّي منصور حسن رئاسة المجلس المدني، مشيرا إلى أن حسن من بقايا النّظام السابق ولم يعارض مبارك ولو لمرّة واحدة طوال الثلاثين عاما، وأنه كان الطفل المدلّل لجيهان السادات وليس له تاريخ في الحركة النضالية المصرية، حسب قوله· من جهةٍ أخرى، طالب الكيان الصهيوني نوّاب الكونغرس الأمريكي والخارجية الأمريكية بعدم التلويح أو التهديد بتجميد المعونات العسكرية لمصر خوفا من قيام مصر بإلغاء معاهدة كامب ديفيد· فقد أجرت الخارجية الصهيونية اتّصالاتها خلال اليومين الماضيين للمطالبة بمنع تجميد المعونات الأمريكية بعد منع مدير المعهد الجمهوري وستّة أمريكيين آخرين بالقاهرة من السفر إلى حين الانتهاء من التحقيقات الخاصّة بتمويل منظّمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية· وحذّر الصهاينة، النائبة بالكونغرس إيليانا روس التي تبنّت تجميد المعونة المصرية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد وولش، من أن قطع المعونة العسكرية عن مصر يعني تشكيل مصر تحالفا عسكريا آخر مع إيران وتركيا، وما يترتّب على ذلك من ضرر للكيان الصهيوني وجعله على حافة الخطر لأن بعض الدول العربية ستحذو حذو مصر وتدخل تل أبيب في عزلة سياسية واقتصادية في المنطقة· وأشار الصهاينة إلى أن على الولايات المتّحدة أن تضغط على مصر بالشكل الذي تراه مناسبا لها ويجعلها تستجيب للمطالب الأمريكية حول الممارسات الديمقراطية وإعادة فتح المعهدان الديمقراطي والجمهوري في القاهرة لكن دون الاقتراب أو التهديد بتجميد المعونة العسكرية المصرية· وأكّدت الخارجية الصهيونية أن الإسلاميين في مصر يمتلكون الشارع المصري ويستطيعون استنفاره لصالح القوّات المسلّحة المصرية التي تلقى احترام المصريين ويطالبون بإلغاء معاهدة السلام التي جنّبت تل أبيب صدامات عديدة مع القاهرة، مشيرة إلى أن هذا الطلب سيلقى قبولا لدى المصريين الذين يرفضون (ليّ ذراع) الجيش المصري، وأكّدت أنه في حال تجميد المعونة العسكرية فإن مصر ستعلن فورا إلغاء معاهدة كامب ديفيد وستعمل بشكل غير مباشر ضد الكيان الصهيوني، وفي ظلّ النمو الإسلامي سيجري تقارب بين القاهرة وأنقرة وطهران وهو ما تعتبره تل أبيب خطرا على أمنها القومي، حسب ما ذكرت شبكة محيط· يذكر أن الكيان الصهيوني يبدي تخوّفه من وصول التيار الإسلامي إلى سدة الحكم في مصر وقيامهم بإلغاء معاهدة كامب ديفيد الموقّعة بين الجانبين، وقد حاولت الإدارة الأمريكية الحصول على تطمينات من الإسلاميين بالحفاظ على معاهدة السلام إلاّ أن الإسلاميين أكّدوا أن هذا الأمر متروك لإرادة الشعب المصري·