تشكلت منطقتان رطبتان (اصطناعيتان) إحداهما بمنبع وأخرى في مصب سهل وادي ميزاب بفعل المشروع الضخم المتعلق بالتكفل بمياه التطهير وحماية المنطقة من أخطار الفيضانات الدورية لوادي ميزاب كما كشف عن ذلك بذلك مسؤول المشروع الذي كان حلم سكان المنطقة، وهو ما أشارت إليه (أخبار اليوم) في عدد سابق حين نبهت إلى الأخطار المحدقة بالبيئة في سهل وادي ميزاب· هذه المواقع المائية والرطبة التي تشكلت في كل من منبع سهل وادي ميزاب على مستوى منطقة ضاية بن ضحوة على بعد 25 كلم شمال غرداية بعد إنجاز ثلاثة حواجز للتخفيض من تدفق مياه الفيضانات وأخرى لتنظيم مياه الأمطار بأودية الأبيض ولعديرة وبوبريك على مساحة تزيد عن 1.100 كلم مربع من الحوض الذي يصب في سهل وادي ميزاب كما أوضح السيد ميسوم بن رطاب· وقد سمحت هذه الحواجز المنظمة لمياه الأمطار (ببروز بموقع طبيعي لسطح مائي في غاية الجمال الطبيعي على مساحة تمتد على 5 كلم مربع والتي ساعد على نمو وانتشار نباتات وحيوانات مستوطنة كما أفرز مناخا متنوعا مصغرا مستقطبا للعديد من العائلات لقضاء الإستراحة والترفيه) كما قال ذات المسؤول· ويتواجد الفضاء المائي الثاني على مستوى مصب وادي ميزاب بالموقع المسمى (كاف الدخان) على مسافة 16 كلم جنوبغرداية والذي يشكل المصب النهائي للمياه المستعملة وتتواجد به محطة رفع تتكون من 16 حوضا للترسيب على مساحة 60 هكتارا والتي تقوم بإعادة تصفية المياه المستعملة لإعادة استعمالها لأغراض السقي الفلاحي كما ذكر مسؤول المشروع· وقد تحول هذا الموقع إلى فضاء هام للتنوع البيئي والحياة البرية وعلى الخصوص منها الطيور المائية ولنمو نباتات كثيفة ومستوطنة حسب ذات المصدر· كما تحولت هذه المنطقة المائية إلى موقع هام لاستقطاب الطيور المهاجرة ومنطقة تعشش بها بعض أصناف من الطيور المائية وذلك عبر رواق الهجرة الممتد بين أوروبا وإفريقيا كما ذكر من جهته مسؤول مصلحة توسيع التراث وحماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات بغرداية· وتستعمل العديد من الطيور العائمة ومنها طيور اللقلق والكناري ودجاج الماء مواقع كاف الدخان وضاية بن ضحوة كمناطق للتوقف أثناء الهجرة أو للتعشيش كما أوضح السيد العربي شبلي· وتضمن هذه المواقع للحيوانات المائية الدورات الحياتية الضرورية كما ذكر ذات المتحدث، مضيفا في نفس السياق بأن الغطاء النباتي المميز لها والذي ينمو بصفة عفوية يحتل وبشكل واسع هذه الفضاءات المائية على غرار أصناف التماريكس والطحالب· هذه المناطق الرطبة (الإصطناعية) التي برزت بفعل هذا المشروع الهيكلي للتطهير وحماية سهل ميزاب من الفيضانات الدورية للوادي تضاف إلى المنطقة الرطبة المعروفة بسبخة المالح الواقعة بالمنيعة والمصنفة كمنطقة ذات أهمية عالمية سنة 2004 ضمن اتفاقية (رامسار) للمناطق الرطبة· وتحتوي هذه المنطقة الرطبة على ثروات نباتية وحيوانية غير محصية وتوجد من بينها بعض الأصناف النباتية المهددة· ويمكن لهذه الفضاءات المائية أن تؤدي دورا في غاية الأهمية في مجال التنوع البيئي فضلا على أنها يمكن أن تتحول إلى أقطاب جذب للسياحة البيئية من خلال مساهمتها في تثمين مناظر منطقة وادي ميزاب التي تحتضن كذلك مواقع مصنفة تراثا عالميا·