سيتم خلال هذه السنة وضع مخطط تسيير للمنطقة الرطبة والمحمية الطبيعية حوض الدايرة ببلدية عين ابن خليل بولاية النعامة . ويرمي هذا المخطط إلى تثمين التنوع البيولوجي لهذا النظام الطبيعي والبيئي الهام بما يساهم في حماية هذه المنطقة الرطبة المصنفة ضمن اتفاقية رامسار الدولية للمناطق الرطبة كما أوضحت محافظة الغابات بالولاية. و أشار المصدر أن عمليات هامة ستنطلق قريبا عبر المنطقة الرطبة لحوض الدايرة الممتدة على مساحة 23.430 هكتارا من بينها إعادة تأهيل هذا الموقع وتطهير الأجزاء التي تتعرض للتلوث بسبب النفايات وإنجاز برجين للمراقبة و تسييج المناطق المحيطة به . وسيتم لأول مرة عبر منطقة حوض الدايرة وبقية المناطق الرطبة الأخرى التي تم إحصاؤها على مستوى الولاية و بالتنسيق مع معاهد جامعية متخصصة تطبيق النظام الرقمي- الجغرافي و اعتماد البحوث الفضائية في مجال مكافحة التصحر وحماية التنوع البيولوجي لهذه المواقع . ونظرا لأهمية هذه المناطق الرطبة سيتم أيضا إنشاء فرع للبحوث التطبيقية في علوم الطيور ببلدية عين بن خليل وتطوير الدراسات المخبرية حولها وكذا إستغلال المعطيات المناخية وتنمية أبحاث التطوير الوراثي لأنواع النباتات المحمية ودعم تقنيين في تربية المشتلات للقيام بغرس الأصناف المهددة منها. وتعد المحمية الطبيعية لحوض الدايرة والتي تتكون من بحيرة مائية تتواجد على بعد 59 كلم بأقصى غرب ولاية النعامة موقعا مفضلا لأصناف متعددة من الطيور العائمة والمهاجرة المتنوعة حيث تم خلال 2010 تسجيل عدد كبير من الطيور المهاجرة أو المستوطنة بهذه المنطقة حسب ما أوضحه مسؤولو قطاع الغابات. و قد رصد بهذا الفضاء الإيكولوجي معدل 4 آلاف طائر لما يقرب من 11 صنف مهاجر يأوي إلى تلك المنطقة الرطبة منها 30 نوعا من العصافير و نوعين من الجوارح و 115 طائرا من النحام الوردي و 15 طائرا من نوع طادورن دوبيلون و الغاق و أبومنجل كما تزورها بعض الطيور المميزة كطائر الشهرمان خلال الفترة الشتوية. ويتغذى هذا المسطح المائي من السيول الجبلية و الينابيع غير أن أوحال الطمي جراء الجفاف أدت مؤخرا إلى تناقص مساحتها بشكل مؤقت مما يؤثر على نمط عيش بعض الرخويات والصدفيات كما ذكرت المختصة حفيان نوال من مديرية البيئة. و ينتشر بهذه المنطقة الرطبة غطاء نباتي متنوع إلى جانب أكثر من 60 نوعا من الأعشاب الطبية تم إحصاؤها عبر هذا الفضاء الطبيعي الرطب. وحسب محافظة الغابات فإن تلك المواقع البيئية تتطلب بعث جهود لتثمينها كالتحكم في ترسبات الطمي وانجراف التربة والحد من تحويل مصبات المياه المستعملة اليها و تشغيل نظام التصفية لأحواض الترسيب الذي أنجز منذ سنة 2005 فضلا عن وقايتها من الفيضانات . ومن جهته أشار ممثل جمعية حماية وترقية البيئة لولاية النعامة السيد ابن دحو محمد إلى ضرورة التحكم في ظاهرة التوسع العشوائي للمحيطات الفلاحية بالمنطقة و تحسيس البدو الرحل للتجاوب مع الإجراءات الولائية المتعلقة بوضع منطقة عقلة الدايرة تحت الحماية على مساحة 25 ألف هكتار بهدف منع الحرث العشوائي و الرعي بمحيط تلك المحمية . واقترح هذا الناشط الجمعوي القيام بمشاريع تنموية صغيرة سهلة التنفيذ و بسيطة الكلفة لدعم نشاطات المرأة الريفية والأسر الرعوية التي تقطن بالقرب من المنطقة الرطبة بما يساهم في تحسين مداخيلهم والحد من الإستغلال الغير عقلاني لموارد هذه المنطقة الرطبة. وتتواجد مناطق أخرى تخضع لدراسات من أجل تصنيفها كمحميات طبيعية على مستوى الولاية منها المجمع المائي الطبيعي برازيا سيدي الهواري ببلدية القصدير والمسطح المائي المسخسخة بحوض الشط الغربي . وتتوفر ولاية النعامة إضافة إلى المنطقة الرطبة حوض الدايرة على فضاء آخر مصنف في إطار إتفاقية رامسار الدولية للمناطق الرطبة يتمثل في البحيرة القارية لعين ورقة الممتدة على مساحة 2.350 هكتارا والتي يعيش بها نحو 19 صنفا من الطيور المائية . كما صنفت واحة مغرار كمنطقة رطبة الممتدة على مساحة 195 ألف هكتار لتميزها بإنتاج أصناف جيدة من التمور وبطريقة السقي القديمة عن طريق الفقارات و نمط قديم لتوزيع المياه يطلق عليه التيغيرة.