يشتكي أغلب المواطنين خاصة العاملين في قطاعات خاضعة لنظام الدوام من النقص الفادح في الحافلات يوم الجمعة لاسيما حافلات (اتوسا) التي تشهد تذبذبا كبيرا خلال نفس اليوم، وهي الوضعية التي انقلبت بالإيجاب على سائقي (الكلوندستان) الذين وجدوا الفرصة من أجل إرهاق جيوب المواطنين على الرغم من قصر المسافة بين محطة وأخرى والتي يتعدى فيها السعر 200 دينار جزائري، الأمر الذي استاء منه المواطنون الذين وجدوا أنفسهم قابعين بالمحطات لساعات في صبيحة كل يوم جمعة· نسيمة خباجة ذلك ما وقفنا عليه أول أمس على مستوى أغلب المحطات داخل العاصمة وما جاورها من مدن على غرار ساحة أودان وساحة أول ماي وكذا بمحطة بئر توتة التي تشهد أزمة نقل خانقة في يوم الجمعة، جعلت الكل خاصة مستعملي القطار يستنجدون بسيارات الكلوندستان التي تفرض عليهم ضرائب باهظة في صبيحة كل يوم جمعة لكي لا يفوتهم القطار المضبوط بساعات معينة· اقتربنا من محطة أودان فوجدناها شبه خالية في صباح الجمعة الماضي مما أدى إلى تذمر المسافرين الذين استنجدوا بسيارات الأجرة التي تفرض عليهم أحيانا نظام الكورسة فالفرصة لا تعوض من أجل فرض مبالغ خيالية على المسافرين والربح واغتنام عجالتهم من أجل الوصول إلى مشاويرهم ومواعيدهم· ذلك ما وضحته إحدى السيدات التي تفرض عليها طبيعة عملها الخروج يوم الجمعة لتتكرر مأساتها في كل مرة مع وسائل النقل وتفلت منها مرات باستعمال سيارات الأجرة التي تفرض عليها مبالغ خاصة بذلك اليوم، أو بالاستعانة بسيارة كلوندستان التي لا تختلف المعاناة معها على سابقتها· وأضافت السيدة أن وسائل النقل خاصة العمومية لا تعمل إلا مع العاملين خلال أيام الأسبوع وتناست بعض القطاعات الخاضعة لنظام الدوام على غرار المستشفيات والأمن والإعلام حتى أن هناك من العائلات من تبرمج فسحات في ذلك اليوم، إلا أن مشكل النقل يبقى المشكل العالق الذي يثني عزيمتها في الخروج· نفس الوضع وقفنا عليه على مستوى محطة بئر توتة التي بدت هي الأخرى شبه خالية حتى أن حافلات اتوسا التي عرفت تنظيما محكما أثناء الانطلاق في عملها في الأول، راحت إلى خلط المواقيت وغيابها كليا في يوم الجمعة مما أدى إلى اصطفاف العشرات من سائقي الكلوندستان أمام المحطات الثانوية والرئيسية لاصطياد المسافرين المغلوبين على أمرهم، وكان أقل سعر يفرض على المسافرين هو 200 دينار ليرتفع تبعا للمسافة المقطوعة ما جعل الكل يستغرب، منهم شابان كانا مستعجلين للحاق بالقطار وعند تقربهما من أحد الكلوندستانات فرض عليهما مبلغ 200 دينار وهي المسافة التي كانت تقطع ب20 دينارا أي أن الرحلة تكلفهما عشرة أضعاف المبلغ المحدد مما جعلهما يفران منه وفضلا المكوث بالمحطة بدل الاكتواء بذلك السعر الذي لا يساعدهما البتة في ظل ظروفهما الاجتماعية· وطالب كل من تحدثنا إليهم بضرورة توفير وسائل النقل العمومي خاصة حافلات اتوسا في الساعات الأولى من الصباح، والتي يبدو أنها مستها عدوى العمل على هواها، وعلى الرغم من تضاؤل حافلات النقل الخاص بدورها إلا أنها صارت البديل الذي يستعين به المسافرون في ذلك اليوم الذي يشهد نقصا فادحا قد يشارف على نسبة التسعين بالمائة وتتفاوت نسبة النقص من ناحية لأخرى·