تم مساء الخميس بالمركز الثقافي بباريس إحياء الذكرى ال50 لوفاة فرانس فانون بحضور جمهور غفير على الرغم من البرد الشديد لاستحضار ذكرى ومشوار هذا المناضل من أجل الحرية وكفاح الشعوب ضد الاستعمار· وتمحور هذا اللقاء الذي يندرج في إطار إحياء الذكرى الخمسين لوفاة فرانس فانون -المولود بلامارتينيك والمدفون بالجزائر- حول عرض فيلم وثائقي للمخرج السينمائي شيخ جمعي عنوانه (فرانس فانون حياة ونضال وعمل) تلاه نقاش نشط بحضور المخرج والكاتب والباحث عبد القادر بن عراب ونجل فرانس فانون أوليفيي· ويبرز فلم ال شيخ جمعي الذي استند إلى شهادات أقارب فرانس فانون وجامعيين من لامارتينيك وشخصيات سياسية وطنية على غرار رضا مالك ومحمد يزيد وعلي هارون ومحمد حربي شخصية فانون المناضل الذي ترك بصمته في فترة تصفية الاستعمار ولعب دورا كبيرا في توعية الشعوب التي كانت تحت هيمنة الاستعمار· وقرر فرانس فانون في سن مبكرة مغادرة أسرته حيث تجند طوعا خلال الحرب العالمية الثانية ثم زاول دراساته في مجال الطب بمدينة ليون الفرنسية وتعرض خلال سنوات تكوينه إلى تجربة العنصرية المريرة· وثار على نكران ثقافات (الشعوب الأصلية) والقمع الاقتصادي وقمع هوية الشعوب المستعمرة وعلى العنف الممارس ضدها· وخاض فرانس فانون الذي عمل كطبيب بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة نضالا مزدوجا تمثل في نضال الطبيب الذي يناهض النظريات العنصرية ونضال من أجل معالجة مرضى الأمراض العقلية ضحايا آثار الاستعمار·