تنطلق اليوم بالعاصمة، فعاليات الملتقى الدولي حول المناضل ”فرانتز فانون” الذي تنظمه وزارة الثقافة على مدار يومين إحياء للذكرى الخمسين لرحيل المفكر و”صديق الثورة الجزائرية”· وسيشارك في هذا الملتقى الذي ينظم تحت شعار ”فرانتز فانون·· اليوم”، باحثون وجامعيون من تونس وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدةوالجزائر· وأوضح المنظمون أنه سيتم خلال هذا اللقاء المخصص لتحليل عمل ”فرانتز فانون” من جانبه النظري وأبعاده الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ مناقشة عدة مواضيع· كما ستشكل بعض مدونات ”البروفيسور فانون” التي وجدت في أرشيف المركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة وتحمل اسم الطبيب النفساني، حيث عمل به كرئيس للأطباء بين 1953 و,1956 موضوع محاضرة يقدمها أطباء نفسانيون من ذات المؤسسة الاستشفائية· كما سينظم معرض للكتب ووثائق عن مختلف مراحل حياة الكاتب، وذلك على مستوى المكتبة الوطنية ”الحامة” التي ستحتضن الملتقى· وإلى جانب المحاضرات والمعارض، سيتم عرض أفلام سمعية بصرية خصوصا فيلم يتناول مسار حياة ”فرانتز فانون”· ومن المرتقب أن يحضر الملتقى ولدا المناضل الراحل، ”أوليفيي” و”ميراي”·
وفي السياق ذاته، كانت حياة ”فرانتز فانون” وأهم محطات مشواره النضالي والفكري”، موضوع ندوة نظمتها جمعية ”مشعل الشهيد” مساء أول أمس، حيث نشط هذه الندوة التي احتضنتها ثانوية ”فرانتز فانون” بالجزائر العاصمة، الكاتب الصحفي عمار بلخوجة، وذلك بحضور وجوه ثورية قدمت شهاداتها حول نضال الراحل ووقوفه منذ الشعلة الأولى للثورة التحريرية إلى جانب الشعب الجزائري· كما استرجع مواقف عدة اتخذ فيها هذا المفكر والمناضل وطبيب الأمراض العقلية مواقف شجاعة وجريئة متحديا السلطات العسكرية الفرنسية· كما أبرزوا إنسانيته التي جعلت منه رمز كفاح كل الشعوب المقهورة· وحاول بلخوجة في مداخلته، رسم صورة وافية لهذه الشخصية الفذة التي أبهرت العالم بأفكارها ونظرياتها حول العديد من القضايا التي تهم الإنسان، وفي مقدمتها ”تعرية أهوال المستعمر وآثاره السلبية على الشعوب”· وقال المحاضر إننا نجد هذا البعد العالمي لدى ”فانون”، وهو أحد مؤسسي فكر ”العالم الثالث”، ضمن أحلام الرجل التي كان في مقدمتها استقلال الجزائر الذي تحقق لكن دون شطره الآخر، وهو حضوره أفراح الاستقلال، حيث توفي قبله بقليل· ويتمثل حلم الراحل الثاني في تحقيق الوحدة الإفريقية، حيث أوضح خوجة أن ”فانون” كان يؤمن بطموح الإنسان وناضل من أجل تحطيم كل الأفكار المسبقة والتميز ويظهر ذلك في أول مؤلفاته ”الوجوه السوداء والأقنعة البيضاء”· من ناحية أخرى، توقف المحاضر عند محطات مميزة في مسار ”فانون” منها علاقته بالشاعر ”المارتينيكي” الثوري ”إيمي سيزير” الذي كان أستاذه بالثانوية، وأيضا التلقي الفكري بينه وبين ”فرانسيس جونسون”، صاحب ”شبكة جونسون” أو ”حاملي الحقائب” خاصة في مناهضة العنصرية· وتحدث أيضا عن مؤلفات ”فانون” خاصة منها ”معذبو الأرض” الذي كتب مقدمته ”جون بول سارتر”، حيث يعد هذا المؤلف، حسب بلخوجة، الكتاب المرجعي لنضاله ضد العنصرية وكل أشكال الهيمنة على الشعوب·