الجزائر -كانت"حياة فرانتز فانون واهم محطات مشواره النضالي والفكري"موضوع ندوة نظمتها يوم الاحد جمعية "مشعل الشهيد" بمناسبة الاحتفاء بخمسينية رحيل المناضل الجزائري ذو الأصول الأنتينيلية. و قد نشط هذه الندوة التي احتضنتها ثانوية "فرانتز فانون"بالجزائر العاصمة الكاتب الصحفي -عماربلخوجة- بحضوروجوه ثورية قدموا شهاداتهم حول نضال فانون و وقوفه منذ الشعلة الاولى للثورة التحريرية إلى جانب الشعب الجزائري .كما استرجعوا بكثير من الحنين والاعتزاز مواقف عدة اتخذ فيها هذا المفكر والمناضل وطبيب الامراض العقلية مواقف شجاعة وجريئة متحديا السلطات العسكرية الفرنسية. كما ابرزوا انسانيته التي جعلت منه رمز كفاح كل الشعوب المقهورة. وحاول من جهته الاستاذ عمار بلخوجة في مداخلته رسم صورة وافية لهذه الشخصية الفذة التي ابهرت العالم بافكارها ونظرياتها حول العديد من القضايا التي تهم الانسان وفي مقدمتها "تعرية اهوال المستعمر واثاره السلبية على الشعوب ". وهذا البعد العالمي لدى فانون احد مؤسسي فكر"العالم الثالث" نجده حسب المتحدث ضمن احلام الرجل التي كان في مقدمتها استقلال الجزائر الذي تحقق لكن دون شطره الاخر وهوحضوره افراح الاستقلال حيث توفي قبله بقليل و يتمثل حلم فانون الثاني كما قال في تحقيق الوحدة الافريقية. و قال المحاضر من جهة اخرى ان فانون كان يؤمن بطموح الانسان وناضل من أجل تحطيم كل الافكارالمسبقة والتميزويظهرذلك في اول مؤلفاته " الوجوه السوداء والاقنعة البيضاء". و توقف المحاضرعند محطات مميزة في مسار فانون منها علاقته بالشاعرالمارتينيكي الثوري ايمي سيزيرالذي كان استاذه بالثانوية وايضا التلقي الفكري بينه و بين فرانسيس جونسون (صاحب شبكة جونسون او حاملي الحقائب" خاصة في مناهضة العنصرية. و تحدث ايضا عن مؤلفات فانون خاصة معذبو الارض " الذي كتب مقدمته جون بول سارترويعد هذا المؤلف كما قال الكتاب المرجعي لنضاله ضد العنصرية و كل اشكال الهيمنة. وتحدث عمار بلخوجة ايضا عن انجازات فانون كطبيب للأمراض العقلية خلال السنوات القليلة(1953-1956) التي قضاها بمستشفى "جوانفيل-البليدة" -فرانتزفانون حاليا- قبل ان يقدم استقالته للحاكم العسكري "لاكوست" في رسالة حملها افكاره وفلسفته تجاه عدد من القضايا. وتمنى المحاضران تدرج هذه الرسالة للدراسة في الثانويات و الجامعات. وعن مواقفه الثورية ونضاله ضمن صفوف جبهة التحرير قال بلخوجة لقد اختار فانون المثقف الملتزم وصاحب النظريات ان يكون جزائريا لانه آمن بقضية هذا الشعب و التحق منذ بداية الثورة بصفوفها وناضل في الداخل و الخارج كطبيب وكسياسي و ايضا بقلمه كصحافي ضمن الطاقم المؤسس لجريدة المجاهد. وذكر المحاضر بان "جزائرية" فانون كانت كاملة في كل مواقفه مستشهدا بمؤلفاته حيث كان يكتب عند الحديث عن الجزائر "نحن الجزائريون" و يتجلى ايضا هذا الالتزام باختياراته في نضاله المتواصل من أجل ترقية الشعوب. و أضاف ان حبه للجزائرالتي اصبحت وطنه كان الانطلاقة لفكره الثوري الذي توسع ليحتضن كل المقهورين في العالم مشيرا إلى ان نظرياته وافكاره الثورية كانت قاعدة لانطلاق الكثير من الحركات الثورية و حركات تصفية الاستعمارفي العالم. و ختم المحاضر حديثه بقراة اشعار لحيمود براهيمي المعروف ب "مومو" و شاعر القصبة يرثي فيه فرانتز فانون الذي عرفه عن قرب.