تساقط الثلوج والأمطار أتى بالبشرى على ممتهني بيع الشاي الصحراوي عبر العاصمة وضواحيها، بحيث كثر عليهم الإقبال وازدهرت تجارتهم في هذه الأيام خاصة وأن الكل بات يبحث عن حلول لضمان التدفئة واعتدال حراراة جسمه في ظل الصقيع الذي زار أغلب ربوع القطر الوطني· والذي يبدو أنه أتى بالفائدة على ممارسي نشاط بيع الشاي والفول السوداني عبر الأزقة والشوارع، بحيث لوحظ التهافت عليهم في كل يوم من أجل الاستفادة من شربات من الشاي تذهب عن البعض قشعريرة البرد القارس، وظهروا وهم يتنقلون بأباريقهم النحاسية الصفراء المثبتة على الفحم لضمان سخونة الشاي وتقديمه للزبون ساخنا وبنكهة خاصة مما أدى إلى الإقبال الكبير عليهم من طرف مختلف الفئات سواء كانوا عمالا أو ، حتى أن هناك من الباعة من اكتسبوا زبائن دائمين يحومون عليهم على مستوى المؤسسات والإدارات العمومية في الصباح الباكر الذي تعرف فيه درجات الحراراة انخفاضا محسوسا، كما يكثر عليهم الإقبال أيضا في الساعات الأخيرة من المساء والتي تقترن هي الأخرى بانخفاض درجات الحراراة إلى أقصاها· بحيث اعتاد المواطن الجزائري على تزويد نفسه بالمشروبات الساخنة خلال فصل الشتاء ويترأسها الشاي إلى جانب الحليب الذي يكثر عليه الإقبال على مستوى المقاهي دون أن ننسى مشروب النعناع الذي توفره بعض المقاهي ويطلبه الزبائن بالنظر إلى فوائده الكثيرة في إبعاد الإحساس بالبرد وكذا علاج أمراض البطن· ويكثر تردد مثل هؤلاء الباعة بالمناطق التي تشهد حركية دائمة وتوافد مكثف للمواطنين على غرار الجامعات والأحياء الجامعية وكذا بناحية البريد المركزي التي يتمركز فيها الكثير من ممارسي ذلك النشاط· اقتربنا من أحد الباعة هناك وهو الشاب مصطفى قدم من ولاية بشار وتخصص في بيع الشاي الصحراوي ذو النكهة العالية مما جعله يكسب زبائن في لمح البصر، وقال إنه بالفعل وتيرة تجارته ازدهرت تزامنا مع تساقط الثلوج والأمطار فعادة ما يقترب منه زبائن كثر من أجل طلب أقداح الشاي إلى حد يجعله يحضر لترات معتبرة من الشاي لمرات عدة في اليوم، وأضاف أن طبيعة الجو السائد في هذه الأيام تفرض على الزبون الاحتماء بمثل تلك المشروبات لدفع الإحساس بالبرد، وعن الأسعار قال إنه لم ينتهز الفرصة واحتفظ بالسعر القديم وهو 15 دينارا للقدح الكبير و10 دنانير للقدح الصغير أما الفول السوداني فهو بسعر 10 دنانير· كريم عامل بناحية البريد المركزي قال إنه يتعمد العبور بناحية الحديقة المركزية قبالة البريد المركزي من أجل العثور على أحد باعة الشاي والتزود بقدح منه في كل صباح وهو يتابع خطواته بالنظر إلى الفوائد الجمة للشاي، فهو يريح الأعصاب بالدرجة الأولى إلى جانب الأحوال الجوية المضطربة التي تفرض على المرء منا التزود بالمشروبات الساخنة فضلا عن النكهة الخاصة للشاي الصحراوي الذي اختص في ترويجه هؤلاء الباعة وهي سر انجذاب الزبون·