بدأت حرب النتخابات التشريعية المقرّرة في العاشر من شهر ماي القادم تشتعل قبل أسابيع عديدة من الانطلاق الفعلي للحملة الانتخابية، وقبل حتى حصول بعض الأحزاب الجديدة على الترخيص القانوني، علما أن خمسة أحزاب سياسية جديدة عقدت حتى الآن مؤتمراتها التأسيسية كمرحلة أخيرة قبل الحصول على الاعتماد النّهائي في حال مطابقة مؤتمراتها لأحكام القانون العضوي الجديد المتعلّق بالأحزاب السياسية في الوقت الذي تتأهّب فيه تشكيلات سياسية أخرى لعقد مؤتمراتها تحضيرا لخوض تشريعيات 10 ماي المقبل· تتمثّل الأحزاب الخمسة الجديدة التي نجحت في رفع تحدّي عقد المؤتمرات التأسيسية في كلّ من جبهة المستقبل (بلعيد عبد العزيز)، حزب الحرّية والعدالة (محمدي سعيد)، جبهة العدالة والتنمية (عبد اللّه جاب اللّه)، حزب الكرامة (محمد بن حمّو) وحزب جبهة الجزائرالجديدة (جمال بن عبد السلام)· وقد زكّى المشاركون في المؤتمر التأسيسي لجبهة المستقبل الجمعة الماضي بالجزائر العاصمة المترشّح الوحيد السيّد بلعيد عبد العزيز (49 سنة) رئيسا للحزب في ختام أشغال مؤتمره التأسيسي الوطني، كما قاموا بانتخاب المجلس الوطني المشكّل من 171 عضو 40 بالمائة، منهم نساء، كما تمّ انتخاب المكتب الوطني وتمّت المصادقة على النّظام الداخلي للحزب· أمّا حزب الحرّية والعدالة الذي عقد مؤتمره التأسيسي يومي 27 و28 جانفي الماضي بمشاركة 640 مندوب من 42 ولاية فقد انتخب بالإجماع السيّد محمدي سعيد رئيسا لمدّة خمس سنوات، كما انتخب أعضاء مجلسه الوطني· ومن جهة أخرى، تمّت تزكية السيّد عبد اللّه جاب اللّه رئيسا لجبهة العدالة والتنمية خلال مؤتمره التأسيسي المنعقد في نهاية الأسبوع المنصرم· وعرّف السيّد جاب اللّه حزبه بأنه (تنظيم سياسي إصلاحي شامل مفتوح أمام الخيّرين من أبناء هذه الأمّة من أجل خدمة الإسلام والوطن والشعب)· وتمّت بهذه المناسبة المصادقة على القانون الأساسي للحزب ونظامه الداخلي وبرنامجه السياسي، إلى جانب انتخاب مجلسه الشوري المكوّن من 200 عضو في انتظار انتخاب أعضاء مكتبه الوطني الذي سيضمّ 11 عضوا· من جهته، عقد حزب الكرامة يوم السبت الماضي مؤتمره التأسيسي بولاية تلمسان بمشاركة مندوبين من أكثر من 40 ولاية توّج بانتخاب السيّد محمد بن حمّو رئيسا لهذه التشكيلة السياسية الجديدة· ويطمح هذا الحزب حسب ما جاء على لسان رئيسه (لأن يكون المرآة الصادقة لفضائل وخصال الجزائري الغيور على جزائريته الإفريقية-الأمازيغية وعلى ما يجمعه بأخيه المسلم من عروبة وتوحيد)· وعقدت جبهة الجزائرالجديدة في نفس اليوم بالعاصمة مؤتمرها التأسيسي لتنتخب بالإجماع السيّد جمال بن عبد السلام على رأس الحزب· وأكّد السيّد بن عبد السلام في افتتاح أشغال المؤتمر أن حزبه السياسي (جبهة جديدة من أجل جزائر جديدة)، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على (مبادئ نوفمبر الأساسية والاستلهام من فكر عبد الحميد بن باديس)· ومن جانبه، أعلن المنسّق العام لحزب الشباب السيّد حمانة بوشرمة عن تنظيم المؤتمر التأسيسي لهذه التشكيلة يومي 24 و25 فيفري الجاري· واختار حزب اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية تاريخ 18 و19 فيفري الجاري لعقد مؤتمره التأسيسي بولاية بومرداس، حسب ما صرّح به مؤخّرا رئيسه السيّد نور الدين بحبوح· ولدى تقديمه لمحة عن الحزب الجديد أوضح السيّد بحبوح أن العنصر النّسوي والشباني (يمثّل نسبة 30 بالمائة من مجموع مناضلي الحزب) الذي يضمّ أيضا كما قال (وجوها سياسية معروفة وإطارات تتمتّع بكفاءة من شأنها تقديم دفع قوي للحزب)· كما سيعقد الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية مؤتمره التأسيسي يومي 17 و18 فيفري الجاري بالجزائر العاصمة لانتخاب قيادته والمصادقة على برنامج عمله وقوانينه الأساسية، وفقا لتصريحات سابقة للمسؤول الأوّل عن الحزب السيّد عمارة بن يونس· وستعقد جبهة التغيير للسيّد عبد المجيد مناصرة مؤتمرها التأسيسي في 17 و18 فيفري الجاري، بينما قرّر حزب جيل جديد (السيّد سفيان جيلالي) عقد مؤتمره التأسيسي يومي 3 و4 مارس القادم· ولم تحدّد سبع تشكيلات سياسية بعد تاريخ عقد مؤتمراتها التأسيسية، ويتعلّق الأمر بكلّ من حركة المواطنين الأحرار (المسؤول السيّد مصطفى بودينة)، الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية (السيد خالد بونجمة) والجبهة الوطنية للحرّيات (المسؤول السيّد محمد زروقي)· كما تضمّ القائمة أيضا الحزب الوطني الجزائري (المسؤول السيّد يوسف حميدي)، حركة الوطنيين الأحرار (المسؤول السيّد عبد العزيز غرمول) وحزب الشباب الديمقراطي (المسؤول السيّد سليم خلفة) وحزب الفجر الجديد (المسؤول السيّد الطاهر بن بعيبش)· للإشارة، فإن تسليم وزارة الداخلية والجماعات المحلّية الترخيص ل 17 حزبا سياسيا جديدا بعقد مؤتمراتها التأسيسية تمّ بناء على أحكام القانون العضوي رقم 12-04 المؤرّخ في 12 جانفي 2012 المتعلّق بالأحزاب السياسية الصادر في17 جانفي الماضي في الجريدة الرّسمية· وكان وزير الداخلية والجماعات المحلّية السيّد دحّو ولد قابلية قد أكّد أن الأبواب (تبقى مفتوحة) أمام التشكيلات السياسية الجديدة قيد التأسيس، مشيرا إلى أنه سيطلب (تدريجيا) من الأحزاب القيام بالتعديلات الضرورية (حتى تتمكّن من قطع كلّ المراحل) لاعتمادها نهائيا· وتوازيا مع الديناميكية التي تشهدها حاليا الساحة السياسية واستعدادا للاستحقاقات التشريعية القادمة انطلقت يوم الأحد عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية وتستمرّ إلى غاية 21 فيفري الجاري، كما تمّ فتح المجال للمترشّحين لسحب استمارات الترشّح، مع العلم أن آخر تاريخ لإيداعها يكون يوم 26 مارس القادم، حيث يقضي القانون بأن يكون آخر أجل لتسليم استمارات الترشّح 45 يوما قبل تاريخ الاقتراع· وتبدأ الحملة الانتخابية 25 يوما قبل يوم الاقتراع وتنتهي ثلاثة أيّام قبل تاريخ الانتخاب، حسب ما ينصّ عليه القانون العضوي المتعلّق بنظام الانتخابات·