استيقظ العاصميون صباح أمس الاثنين على عاصفة ثلجية لم تكن متوقّعة، خصوصا بعد التحسّن الذي ميّز الطقس أوّل أمس الأحد خلال النّهار مع طلوع الشمس والدفء النّسبي الذي ميّز الجوّ، لتصاب حركة المرور بشلل شبه كلّي عطّل مصالح الكثير من المواطنين· فقد عرفت بعض شوارع العاصمة صباح أمس الاثنين تعطّلا في حركة المرور بسبب تساقط الثلوج، وتسبّب التساقط المستمرّ للثلوج في تعطّل حركة المرور في شوارع رئيسية بالجزائر العاصمة تعرف عادة حركة مرور مكثّفة خلال الساعات الأولى من الصباح، ممّا جعل المواطنين يجدون صعوبة في الوصول إلى مقرّ عملهم في الوقت المحدّد· وحسب خلية الإعلام بالمديرية الولائية للأمن الوطني للجزائر العاصمة فقد عرف الطريق المزدوج الرّابط بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء شللا بالكامل في الصبيحة، إلى جانب توقّف حركة السير بشكل شبه كلّي وسط الأبيار· كما شهدت شوارع المنطقة السفلى لبوزرّيعة هي الأخرى توقّفا في حركة السير بسبب إعاقة الثلوج المتساقطة لسير السيّارات· وعلى إثر تدخّل أعوان الأمن الوطني تمّ فتح بعض الطرقات الرئيسية التي عرفت اكتظاظا في الحركة المرورية، فيما تتواصل الجهود لفتح باقي الشوارع· وأضاف ذات المصدر أن المديرية الولائية للأمن الوطني للجزائر العاصمة سخّرت مختلف الإمكانيات المادية والبشرية لتسهيل تنقّل المواطنين· وعلى خلاف ما جاء في آخر نشرية للديوان الوطني للأرصاد الجوّية أوّل أمس الأحد، والتي تفيد بأن تساقط الثلوج سيقتصر فقط على المرتفعات التي تبلغ 700 متر فما فوق كولاية سعيدة، البيّض، جنوبتيارت وشمال الأغواط، امتدّت العواصف الثلجية إلى الجزائر العاصمة التي لم تعرف منذ سنة 2005 تساقط هذا الحجم من الثلوج رغم الكمّيات التي تساقطت في بعض مناطق العاصمة الأسبوع الماضي· وقد ميّز العاصمة صباح أمس تساقط كمّيات معتبرة من الثلوج أدّت إلى تعطّل حركة المرور في بعض الشوارع الرئيسية التي تعرف عادة حركة مكثّفة خلال الساعات الأولى من الصباح، على غرار المناطق الغربية كبوزرّيعة وبن عكنون التي عرفت فيها حركة المرور شللا شبه كلّي نتيجة تساقط معتبر للثلوج أدّى إلى تعطيل حركة السيّارات· وعرفت منطقة الأبيار ازدحاما خانقا للسيّارات بسبب الجليد والخوف من الانزلاقات التي أدّت منذ بداية الأزمة إلى عدد كبير من الحوادث في مناطق متفرّقة من الوطن، فيما أدّى تساقط الثلوج في مناطق أخرى إلى توقّف كلّي لحركة السير كمنطقة حيدرة والطريق المزدوج الرّابط بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء صبيحة أمس، وهذا ما أدّى إلى تعطّل مصالح المواطنين الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى مقرّات عملهم في الوقت المحدّد في ظلّ توقّف حركة السير ونقص المواصلات· حيث عرفت مواقف الحافلات اكتظاظا غير معهود خلال الفترة الصباحية، وقد استدعى الأمر تدخّل أعوان الأمن الوطني من أجل فتح بعض الطرقات الرئيسية التي عرفت توقّفا كلّيا لحركة السير، فيما أبدت المديرية الولائية للأمن الوطني للجزائر العاصمة استعدادها للتدخّل وتجنيدها لكلّ الإمكانيات المادية والبشرية لتسهيل تنقّل المواطنين على مستوى كافّة شوارع العاصمة· ويبقى العاصميون رغم ذلك أحسن حالا من سكان بعض الولايات الأخرى التي عرفت خلال التقلّبات الجوّية التي عرفها الوطن منذ مطلع الأسبوع الفارط تضرّرا كبيرا في ظلّ انقطاع الطرف ونقص المواد الغذائية وندرة غاز البوتان الذي أعاد بعض السكان إلى عصور سابقة، حيث عادوا إلى التدفئة باستعمال الخشب الذي يتمّ جمعه بقطع أشجار الغابات كشجر البلّوط والزيتون أو شراءه من الحطّابين، حيث تراوح سعر عربة الحطب التي تسع حوالي 2.5 طنّ من الحطب بين 8000 و10 آلاف دينار· وتشير نشرية خاصّة للديوان الوطني والأرصاد الجوّية إلى أن تساقط الثلوج والأمطار سيستمرّ خلال الساعات القادمة على مرتفعات وسط وشرق البلاد التي يفوق علوّها ال 300 متر كالعاصمة، البليدة، المدية، جيجل وسطيف، ومن المتوقّع أن يتراوح سمك الثلوج المتساقطة بين 15 و20 سنتيمترا وقد يفوق ذلك·