تعذر أمس على آلاف العاصمين الالتحاق بمناصب عملهم، كما أخفق الطلبة وتلاميذ المدارس في الوصول الى الجامعات والمدارس، التي سجلت نسبة غيابات رهيبة في مختلف الأطوار، فيما احتجز الشلل التام الذي أصاب حركة المرور، أصحاب السيارات بمركباتهم، وجعل من الوصول إلى أماكن العمل مهمة مستحيلة، فيما لم يتوان البعض في العودة إلى بيتوهم، وبعد أن فعلت الثلوج فعلتها وصادرت الحق في التنقل، وقفت مختلف وسائل النقل العمومية والخاصة عاجزة على تغطية طلب زبائنها الذين انقطعت بهم السبل، ووجدوا أنفسهم مخيرين بين العودة إلى المنزل أو الصبر على حركة مرور مشلولة خنقت المواطنين. ورغم مرور قرابة الأسبوعين، من بداية الاضطرابات الجوية، فقد فاجأت الثلوج صبيحة أمس سكان العاصمة على حين غرة، حيث تساقطت الثلوج طيلة الساعات الأولى من صباح أمس على عدة مناطق من العاصمة كالأبيار وبن عكنون وبوزيعة ودرارية ودويرة وأولاد فايت، وغيرها من بلديات العاصمة والتي اكتست العديد منها بحلة بيضاء وبلغ سمك الثلوج بضعة سنتيمترات. الشروق وقفت عند حجم معاناة المواطنين بمختلف محطات النقل البري، والسكة الحديدية، أين تعذر على المواطنين التنقل في ظل نقص التغطية، فلم يكن يتوقع سكان المناطق المرتفعة عبر العاصمة أن يستيقظوا على ثوب أبيض،خاصة أن نشرة الأحوال الجوية على التلفزيون الجزائري التي أعقبت نشرة الثامنة ليلة أول أمس أشارت فقط إلى تساقط الثلوج على المرتفعات التي يفوق علوها 600 متر فقط، حيث تساقطت الثلوج ممزوجة أحيانا بالبرد، حيث عرفت بعض شوارع العاصمة صباح امس الاثنين تعطلا في حركة المرور بسبب تساقط الثلوج. وتسبب التساقط المستمر للثلوج في تعطل حركة المرور في شوارع رئيسية بالجزائر العاصمة تعرف عادة حركة مرور مكثفة خلال الساعات الأولى من الصباح مما جعل المواطنين يجدون صعوبات في الوصول إلى مقر عملهم في الوقت المحدد، في حين وصل الآلاف من الموظفين والطلبة متأخرين إلى أماكن العمل والدراسة كما هو الشأن بوزارة المالية وكلية العلوم السياسية والإعلام والحقوق ببن عكنون وجامعتي بورزيعة ودالي إبراهيم. ونقلت وكالة الأنباء عن خلية الإعلام بالمديرية الولائية للأمن الوطني للجزائر العاصمة، أن الطريق المزدوج الرابط بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء عرف شللا بالكامل في الصبيحة إلى جانب توقف حركة السير بشكل شبه كلي وسط الأبيار، كما شهدت شوارع المنطقة السفلى لبوزريعة هي الأخرى توقفا في حركة السير بسبب إعاقة الثلوج المتساقطة لسير السيارات. ووجد المواطنون المتوجهون إلى العاصمة صعوبات في السير عبر الطريق السريع، خاصة على مستوى القليعة وأولاد فايت والدويرة وبوشاوي، كما سجلنا حوادث مرور وانحراف سيارات بفعل الثلوج على مستوى منطقة بوشاوي وبن عكنون، كما تأخر الموظفون والطلبة المتوجهون إلى وسط العاصمة وخاصة القادمين من تيبازة والضواحي الغربية عن مناصب عملهم ومقاعد الدراسة. وقد تدخل أعوان الأمن الوطني الذين قاموا بفتح بعض الطرقات الرئيسية التي عرفت اكتظاظا في الحركة المرورية، فيما تواصلت عمليات فتح باقي الطرق والشوارع التي تساقطت بها الثلوج وتعطلت بها حركة المرور.