أخلطت الأحوال الجوية التي عاشتها وتعيشها الجزائر خلال هذه الأيام حسابات الكثير من الجزائريين، خاصة وأنها أثرت بشكل مباشر على أهم الطرقات الوطنية والولائية، بفعل التساقط الكثيف للثلوج، التي تسببت في إغلاق الكثير منها، لولا تدخل وحدات الجيش والدرك وغيرها بعتادهم وآلياتهم، لأجل إزالة الثلوج من الطرقات، وتسهيل عمليات إيصال المؤن والمساعدات، وتحرك المواطنين، بعد أن عاشت مناطق عدة من الوطن، عزلة خانقة دامت لعدة أيام· على جانب آخر، وقفت الأحوال الجوية السيئة مؤخرا، عائقا أمام التحاق عدد من العرائس ببيوت أزواجهن، وأجبرت بعض العائلات على تأجيل موعد الزفاف إلى ما بعد موجة البرد والصقيع والثلوج التي تمر بها البلاد، خاصة بالنسبة للذين كانوا يخططون لإقامة العرس في المنزل، أو حتى في قاعات الحفلات، وبسبب انقطاعات التيار الكهربائي التي ميزت بعض المناطق خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى البرودة الشديدة، واختناق الطرقات، كان التأجيل إلى ما بعد مرور هذه الأزمة هو الحل الأنسب و المثالي، حتى وإن عاكس رغبات بعض الأزواج الجدد، الذين حوّلتهم الثلوج الجديدة إلى عرسان مع وقف التنفيذ· في هذا الإطار تقول إحدى السيدات من نواحي البليدة، إن قريبتها التي كانت ستزف ليلة السادس من الشهر الجاري، إلى نواحي الأبيار بالعاصمة، إلا أن الثلوج وانقطاع الطرقات، أجبرت العائلتين على تأجيله إلى غاية تحسن الأحوال الجوية، وكانت العروس، تضيف محدثتنا قد أقامت عرسها في الأسبوع الأخير من شهر جانفي، على أن تزف إلى بيت زوجها في الأسبوع الأول من شهر فيفري الحالي، وهو التاريخ الذي قاما بتحديده منذ نحو عام تقريبا، غير أن الثلوج جعلتهما يؤجلان فرحتهما بضعة أيام إضافية· نفس الوضع، وجدت عروس من بلكور بالعاصمة نفسها فيه، وهي التي كانت ستزف إلى عين الدفلى أيضا، ولكن الثلوج التي قطعت العديد من الطرقات، أرادت أمرا آخر، حيث كان العرس محددا مباشرة بعد ليلة المولد النبوي الشريف، إلا أن الثلوج الكثيفة، وكذا موجة البرد القارس، حالت دون ذلك، وأجبرت العائلتين كذلك على تحديد موعد آخر للعرس، خاصة وأن عائلة العريس كانت ستقيم حفل الزفاف في المنزل، إلا أن كثيرا من أفراد الأسرة عبروا عن عدم قدرتهم على حضور العرس في المنزل، ولا المخاطرة بحضور موكب الزفاف من عين الدفلى إلى العاصمة، مع كل ما يمكن أن تشكله الطرقات من مخاطر، وما قد تسببه من حوادث المرور، بالإضافة إلى احتمال انقطاع الطريق ببعض النقاط بسبب الثلوج الكثيفة، وكلها عوامل دفعت بالعائلتين إلى تأجيل العرس لغاية الأسبوع الأول من شهر مارس، عله يكون أسبوعا دافئا، وتقل موجة البرودة عن المستوى الذي هي فيه حاليا، كي يستأنف المخططون للزواج في هذه الفترة فرحتهم· تجدر الإشارة إلى أن الثلوج الكثيفة لا تزال تميز عدة جهات من الوطن، حيث بلغت كثافتها مستوى لم يشهده الجزائريون من قبل، فيما يأمل الكثيرون أن تعود درجة الحرارة إلى مستوياتها الفصلية ولا تستمر درجة الحرارة في الانخفاض، بعد أن عانى الكثير من المواطنين الجزائريين، أياما قاسية ذاقوا فيها البرودة الشديدة القادمة من سيبيريا·