أخلطت العواصف الثلجية التي زارت ولايات عدة من الوطن حسابات المواطنين وأضحت هاجسا للعمال والطلبة الذين تفرض عليهم الظروف الخروج من المنزل بصفة يومية خاصة وأن حالة الطرقات لا تبشر البتة بالخير مع عودة تساقط الثلوج، وما زاد من المشكل هو التذبذب الذي تعرفه بعض خطوط النقل ففيما يضمن بعض الناقلين الرحلات يذهب البعض الآخر إلى الراحة والغياب عن العمل متذرعا بشدة الازدحام مما يزيد من فجوة الأزمة الحاصلة في النقل حتى راح البعض إلى التغيب عن العمل والدراسة وأصبح هاجس النقل يؤرقهم دوما لاسيما في ظل الظروف الجوية الطاغية هذه الأيام· قرر بعض الناقلين الخواص الاستمرار في العمل كون أن الضحية في الأول والأخير هم المسافرون الذين يجدون أنفسهم حائرين في كيفية التنقل من وإلى عملهم، وزاد من تأزيم الوضعية التماطل الذي يميز بعض السائقين في العمل مما ينقلب سلبا على المسافرين حتى منهم من قرر التغيب عن عمله ومشاغله في ظل الندرة الحاصلة والتذبذب الواضح في الرحلات داخل وخارج العاصمة· كما أن الكل عكفوا على الانتهاء من مشاغلهم في ظرف قصير ومن ثمة العودة إلى بيوتهم كون أن التأخر لا يضمن لهم العودة في ظل فراغ الناقلين من رحلاتهم في وقت مبكر وحتى تقليص عدد الرحلات لاسيما بالمناطق التي تبعد عن العاصمة على غرار بئر توتة وبابا علي والبليدة وبودواو وبومرداس بالنظر إلى الغلق الذي يلحق بعض الطرقات تبعا لسوء الأحوال الجوية· انتقلنا أول أمس إلى محطة لاكوت بالعاصمة من أجل رصد الوضع عن قرب، ما لاحظناه ولأول وهلة هو وقوف رجال الأمن على قدم وساق من أجل ضمان السيرورة العادية للطرقات، وكانت منطقة لاكوت على غير العادة مفتوحة خاصة وأنها كانت تشهد ازدحاما حادا من قبل إلا أن الجهود المتواصلة لرجال الأمن والدرك أدت إلى رفع الازدحام عن ذات النقطة· اقتربنا من المسافرين فوجدناهم في توتر خاصة وأن الثلوج عمت كامل العاصمة في ذلك الصباح ومنهم من عاد أدراجه إلى البيت قبل الوصول إلى العمل خوفا من اختناق الطريق في أواخر اليوم· اقتربنا من البعض فقالت سمية إن النقطة التي تؤرقها مع تهاطل الأمطار والثلوج هي ندرة النقل الذي يزيد من تأزيم الوضع أكثر خاصة وأن البعض يعلنون عطلة دون أدنى اهتمام بالمسافرين، ناهيك عن التأخيرات التي تطال الرحلات مما يخلط حسابات الكل بحيث يستعجلون خروجهم من المنزل وكذا عودتهم في المساء بسبب النقص الحاصل· نفس ما وضحته السيدة غنية التي قالت إنها عمدت على الخروج من العمل مبكرا على غير العادة للوصول إلى البيت خاصة وأنها تقطن بولاية البليدة والكل يعلم التذبذب الذي يعرفه قطاع النقل في هذه الأيام مما يستوجب أخذ الاحتياطات وتدبر الحلول بغرض العودة إلى المنزل خاصة نحن النسوة على حد قولها· اقتربنا من أحد السائقين الذي يشغل خط البليدة تافورة فقال إنه شخصيا يقف على قدم وساق من أجل ضمان الرحلات للمسافرين ولم ينف أن هناك من السائقين من يتغيبون عن العمل ويذهبون إلى تقليص عدد الرحلات مما يمس مصلحة المسافرين وهو تصرف غير لائق خاصة واأن الجهود هي في تكاثف لاسيما مع رجال الأمن والدرك الذين لا يتوانون عن فتح الطرقات وتيسير السير بها لضمان الرحلات بصورة عادية خدمة للصالح العام·