مع اقتراب موعد استحقاق الانتخابات التشريعية المقررة يوم العاشر من شهر ماي القادم، تزداد حدة عواجس المخاوف السياسية من عزوف الناخبين عن التوجه لمكاتب الانتخاب والإدلاء بأصواتهم، خصوصا أن التشريعيات معروفة بكونها أكثر الانتخابات تسجيل لنسب مشاركة متدنية، وهو الأمر الذي جعل وزارة الداخلية تدق ناقوس الخطر من الآن، وتدعو المترشحين للاستحقاق المذكور والأحزاب التي ينتمون لها إلى تفعيل حملاتهم، وتكثيف جهودهم لإقناع الناخبين بالمشاركة القوية في تشريعيات ماي، وهو ما لم يعجب بعض الأحزاب التي ترى أنها ليست مسؤولية عن (العزوف المنتظر) للناخبين، لتلقي الكرة في مرمى وزارة ولد قابلية· وبينما ترى وزارة الداخلية والجماعات المحلية أن تحقيق نسبة مشاركة واسعة في التشريعات مرهون بمدى نجاح الأحزاب في إقناع المواطنين بمحتوى برامجها وبنوعية مرشحيها خلال الحملة الانتخابية، فإن ممثلي بعض الأحزاب يرون أن مهمة إقناع الناخبين بالتصويت لا تقتصر على الأحزاب، بل تتعداها إلى الوزارة المعنية والإدارة المحلية، المطالبتان بإقناع الناخبين بضمان نزاهة الانتخابات حتى لا يقاطع الصندوق· وتمنت الأحزاب السياسية أن تشهد الانتخابات التشريعية المقررة يوم 10 ماي القادم (مشاركة واسعة) للمواطنين للإدلاء بأصواتهم واختيار المترشحين الذين يرون بأنهم الأجدر بتمثيلهم في المجلس الشعبي الوطني· وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد دعا خلال استدعائه الهيئة الناخبة جميع الأحزاب والنقابات وتنظيمات المجتمع المدني إلى العمل (سويا) على (تعبئة) الناخبين والناخبات للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة· وإستجابة لدعوة رئيس الجمهورية ارتفعت أصوات الأحزاب وهي تدعو المواطنين إلى ضرورة المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني وإنجاحه لتتمكن الجزائر من مواصلة مسار الإصلاحات التي شرعت فيها لتدعيم الممارسة الديمقراطية الحقة· وفي هذا السياق حث الإمين العام لحركة النهضة السيد فاتح ربيعي المواطنين على التوجه (بكثافة) إلى صناديق الاقتراع لأداء واجبهم واختيار البرامج التي يرونها (كفيلة بالتعبير عن انشغالاتهم)· وإذا كانت الطبقة السياسية تعلق على هذه الانتخابات آمالا كبيرة للحصول على أكبر عدد من مقاعد الغرفة السفلى فإن السيد ربيعي يعتبرها (فرصة ثمينة) تتطلب من كافة شرائح المجتمع استغلالها) لتعميق الممارسة الديمقراطية والتعددية الحزبية لاسيما وأن الجزائر -حسبه -(تمتلك تجربة رائدة) على مستوى العالم العربي في هذا المجال· إن تجاوز الحسابات الضيقة والمصالح الانية التي لا تخدم المصلحة العليا للوطن قد آن الأوان -حسب المتحدث- (للتخلي) عنها والتوجه بصدق وإخلاص نحو مكاتب الاقتراع بغية إنجاح هذا الاستحقاق· وحتى يتم إنجاح الانتخابات يرى السيد ربيعي ضرورة توفير (الأجواء والضمانات الكافية) لجعلها تجرى في كنف الشفافية والنزاهة ليكون يوم 10 ماي القادم بالفعل (عرسا وطنيا)· وبخصوص (الذين يراهنون على مقاطعة المواطنين للانتخابات لإثارة الفوضى على غرار ما يجرى في بعض الدول بالمنطقة العربية) أكد السيد ربيعي أن حركته (ليست مع الذين يتمنون أن تكون نسبة المشاركة دون الحد المطلوب والحلم بإثارة الفوضى) لكون الجزائر -كما أضاف - عانت الكثير وقدمت ما لم تستطع دول أخرى تقديمه وهي اليوم لا تستطيع تحمل (أزمة ومأساة أخرى)· وفي هذا الشأن ذكر السيد ربيعي بما قامت به حركته من أجل الدفاع عن المصالح العليا للبلاد في مختلف المناسبات الحساسة وذلك بما تمتلكه من (حجة الإقناع والمواقف الثابتة) مما أهلها -كما قال - لأن تكون محل (ثقة في أوساط الشعب الجزائري)· ومن جهته دعا الأمين العام لحركة الإصلاح السيد عكوشي حملاوي هو الآخر المواطنين إلى العمل من أجل إنجاح الاستحقاقات المقبلة بالتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لاختيار من هو كفيل بإحداث التغيير وتوسيع مسار الإصلاحات لتتوسع إلى مختلف الميادين· وتعد هذه المناسبة بالنسبة للسيد حملاوي (مصيرية) وتتطلب تضافر جهود الجميع لتكون (شفافة ونزيهة) مبديا رغبته في أن (يتبع خطاب رئيس الجمهورية الأخير بمراسيم تطبيقية وتعليمات لضمان السير الحسن لهذا الاستحقاق)· أما القيادي في حزب العمال السيد جلول جودي فقد أوضح بدوره أن عدم إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع بكثافة يعد (شيئا غريبا) من شأنه أن (يؤثر) على تجربة الجزائر في مجال ممارسة الديمقراطية التي كتسبتها· غير أن السيد جودي لم يخف ثقته في توافد المواطنين بقوة على صناديق الاقتراع كما تعودوا على ذلك في الاستحقاقات السابقة غير أن هذا الموعد الانتخابي -كما أضاف- يتطلب تدعيما بالوسائل الممكنة لانجاحه)· وكان المدير العام للحريات العامة والشؤون القانونية بوزراة الداخلية والجماعات المحلية السيد محمد طالبي قد صرح أن تحقيق نسبة مشاركة واسعة في التشريعات المقررة يوم 10 ماي المقبل يتوقف على مدى نجاح الأحزاب السياسية في إقناع المواطنين بمحتوى برامجها خلال الحملة الإنتخابية وبنوعية مرشحيها· وأوضح السيد طالبي في تصريح للإذاعة الوطنية أن (اقتناع المواطنين بأهمية التوجه إلى مكاتب الإقتراع للإدلاء بأصواتهم مرتبط بنجاح الأحزاب خلال الحملة الإنتخابية وبحسن اختيارها لمرشحيها الذين يحضون بثقة وحب الشعب والمناسبين لتمثيل الفئات الاجتماعية ضمن تشكيلة المجلس الشعبي الوطني المقبل)·