بعد أن كانت مواكب الأعراس تجلب اهتمام الناس عبر الشوارع بفعل الفرجة التي تصنعها أبواق السيارات وزغاريد النسوة وأحيانا فرق الزرناجية، احتلت محلها في هذه الأيام شاحنات غاز البوتان التي صنعت نذرته الحدث مع العواصف الثلجية التي اجتاحت ولايات الوطن· وبعد أن غابت تلك القوارير نوعا ما في هذه الأيام أضحت تشد اهتمام الكل أثناء عبور شاحناتها ببعض الطرق، وتكون متبوعة بسيارات الشرطة لتفادي بعض الاعتداءات التي تعرض إليها السائقون في محاولة من البعض الظفر بواحدة تفك عنهم غبن البرد والجوع، وغابت تلك الشاحنات عن كامل الطرقات خاصة وأن وجهة من احتاج إلى قارورة غاز محطات الوقود بغرض الحصول عليها، بحيث تكفلت تلك الأخيرة بالمهمة مع الأوضاع التي عاشتها العاصمة مؤخرا، إلا أنه بين الفينة والأخرى تمر عبر بعض الأنحاء الشاحنات التي صارت بمثابة التحف المتنقلة التي ينجذب إليها الكل بالنظر إلى الاهتمام الواسع الذي أعطته مختلف وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة وصار نقص البوتان حديث الشارع بأكمله· بل واحتل الحديث عنها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حتى صارت سبيلا للتنكيت بين الشبان ناهيك عن الفرح والغبطة التي تملأ الصدور مباشرة بعد رؤية موكب شاحنات نقل قوارير الغاز عبر الشوارع لاسيما مع اتخاذ إجراءات استثنائية للتحكم في الوضع، واستلزم الأمر إرفاق تلك الشاحنات بقوات الأمن لضمان تنقلها بسلام ووصولها إلى نقاط البيع وإفشال أي محاولة تشل ذلك· وبعد الغياب الطويل لقوارير غاز البوتان عادت تدريجيا إلى بعض النواحي التي شهدت اتخاذها كمسالك لمرور شاحنات غاز البوتان المرفقة بسيارات الأمن، والملاحظ أن الكل انجذب إليها دون أن يشعر بإرسال نظرات متتابعة إلى تلك الشاحنات على خلاف ما كان عليه الأمر في وقت مضى فحدث مرور تلك الشاحنات لم يكن يوليه أي كان باهتمام يذكر، إلا أنها صارت حدثا هاما عبر كامل النقاط التي تعبر منها متبوعا بترصد الجميع باحتمال تعرضها إلى هجوم ما من طرف البعض خاصة وأنها صارت (كوشمار) الجزائريين في الآونة الأخيرة· ما وقفنا عليه ببر توتة وبالضبط بالساحة المركزية التي تشهد حيوية طيلة اليوم وما إن أقبلت شاحنة غاز البوتان التي كانت مارة من هناك بغرض توزيع تلك المادة الحيوية عبر الأحياء التي لا تشتمل على غاز طبيعي حتى راح الكل يرمق الشاحنة بنظرات متتابعة وكأن البشرى قد حلت هناك، خاصة وأن الشاحنة كانت تمشي بتثاقل حتى شك البعض أنها تعرضت إلى مكروه، إلا أن سيارة الأمن كانت حاضرة هناك لمنع أي محاولة اعتداء محتملة· اقتربنا من البعض هناك خاصة وأن الكل انشغل بمرور الشاحنة وكأنها موكب عرس أو موكب رئيس أو وزير فعبر الكل أنها (قارورة غاز البوتان التي غابت كثيرا وحلت محل العروس وانفردت بموكب خاص مرفق بعناصر الأمن وللأسف في بلد البترول···)·