خلف مسلسل الاضطرابات الجوية الأخيرة التي عاشتها مناطق عدة من الوطن، مشاكل كثيرة وحوادث مأساوية تسببت فيها الأمطار والثلوج التي تساقطت بكثافة خلال الأسبوعين الماضيين، وتسببت في عزل العديد من الولايات، وقطع طرقات وطنية وولائية كثيرة، ناهيك عن ندرة المواد الغذائية وندرة غاز البوتان وارتفاع أسعاره بصورة جنونية، إلى جانب الانهيارات المسجلة بعدد من المباني والسكنات، لا سيما الهشة منها· كما تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة، وكذا كميات الثلوج المعتبرة التي ميزت الأيام القليلة الفارطة، في خسائر مادية معتبرة لعدد من التجار، على مستوى بعض الأسواق الشعبية منها على وجه الخصوص المتواجدة عبر مختلف أحياء وبلديات العاصمة، على رأسها سوق بن عمار بالقبة، وسوق ساحة الشهداء، وشوق باش جراح، وسوق بومعطي بالحراش، وغيرها، من الأسواق الشعبية الأخرى، فيما كان أكبر الخاسرين هم من أصحاب الطاولات الفوضوية أو الخيم التي تم نصبها خلال الصائفة الماضية لتعوض تلك الطاولات، وتشكل بدورها أسواقا موازية للأسواق النظامية التي تتواجد بجانبها، حيث تكبد هؤلاء خسائر كبيرة، تنوعت بين كساد البضاعة بسبب عدم ممارسة الكثير منهم لنشاطهم اليومي المعتاد نتيجة الأحوال الجوية السيئة، وكذا تسرب مياه الأمطار والأوحال إلى بعض المحلات، فتسببت في إتلاف السلع وضياع كميات هامة منها، هذا بالنسبة لأصحاب المحلات، أما أصحاب الطاولات والخيم المنصوبة فكانت خسائرهم أكبر بكثير، نظرا لأن معظم تلك الخيم قد تضررت بصورة كبيرة، مثلما حدث ببن عمار ببلدية القبة· بعض الشبان من أصحاب هذه الخيم الذين تحدثت إليهم (أخبار اليوم) حول تأثيرات الأحوال الجوية السيئة مؤخرا، على نشاطهم، أجمعوا على أنهم لم يمارسوا البيع ولا الشراء منذ أكثر من أسبوع، عدا أصحاب طاولات بيع المطاريات، أو الأحذية، وبعض المستلزمات الشتوية، التي يكثر الطلب عليها عادة في مثل هذه الأجواء، أما البقية، فإنهم لم يتضرروا فحسب من عدم تسجيل أية مداخيل على مدار أسبوعين كاملين، وإنما أيضا من إتلاف بعض السلع بسبب تسرب مياه الأمطار، و في هذا الإطار، يقول صاحب طاولة لبيع الحقائب النسائية، إن نسبة معتبرة من الحقائب، خاصة التي كانت معلقة، تضررت من المياه، فيما أن رداءة الأحوال الجوية لا تزال مستمرة، ولم يجد أين يضعها لتجف، لأن بقاءها مبللة سيعرضها للتلف دون شك، وسيضطر لعرضها بنصف سعرها خلال الأيام المقبلة· أما بسوق ساحة الشهداء بالعاصمة الخاص ببيع الملابس النسائية وملابس الأطفال، فقد اشتكى بعض باعته من تضرر كبير في سلعهم، لا سيما الذين تسربت إلى محلاتهم مياه الأمطار، التي تسببت في إتلاف قطع من تلك الملابس، وهو ما أجبر المتضررين على إخراج باقي السلع الموجودة في المحل، ونقلها إلى مكان آخر، إلى غاية استقرار الأحوال الجوية، حتى وإن تطلب ذلك إحالتهم على البطالة لأيام إضافية، وهو حال عد كبير من الشبان، خاصة أصحاب الطاولات الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للتخلي عن طاولاتهم، بعد الأحوال الجوية الأخيرة لأجل تفادي إغلاق الطريق، وتفادي تضرر السلع، ونظرا لأن البيع بالأساس لن يكون مثلما يكون عليه عادة خلال الأيام المشمسة·