عاش سكان قرية أيت قندوز التابعة لبلدية بوخليفة والتي تبعد ب 45 كلم عن عاصمة ولاية بجاية أسبوعا كاملا من المعاناة بسبب الأزمة التي خلفتها الأمطار الأخيرة والثلوج التي تتساقط والتي بلغ سمكها أزيد من 4 أمتار· بقيت العائلات قابعة في منازلها التي غطتها الثلوج ولم تترك لها منفذا لها للولوج إلى الخارج، كما أنها لم تكن تملك قوت ثلاثة أيام، ورغم النداءات المتكررة للسلطات المحلية، إلا أن هذه الأخيرة لم تستجب لها ولم تعر لها أدنى اهتمام، بل وصلت الإسعافات والمساعدات الإنسانية إلى قرية إيزومام التي تبعد عن أيت قندوز سوى 3 كلم، وهو الأمر الذي استغربه السكان، وإلى حد الساعة لم تصلهم المساعدات لا من قبل الدولة ولا من قبل الجمعيات ولا من قبل أهل البر والإحسان، بل سارع أهالي هذه القرية القاطنون بعاصمة الولاية إلى إنقاذهم وتقديم لهم ما يستطيعون إليه سبيلا، لكن عناصر الجيش الوطني الشعبي كانوا بالمرصاد حيث قاموا بفتح الطريق بواسطة كاسحات الثلوج وأعادوا الحياة إلى القرية من جديد بعد أن التحقت العائلات بذويها القاطنون في القرية، لم يكن السكان يؤمنون بأنهم سيعيشون طيلة هذه الأزمة أمام انعدام الغاز ونفاد الحطب وكذا المؤونة التي كانوا يستهلكونها بقدر معلوم خلال تلك الأيام، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم وأحاطهم الموت من كل جانب والخوف الذي كان يسكن القلوب كان يتجلى في كبار السن والأطفال الصغار الذين يبكون بسبب انعدام الحليب. وفي نفس السياق وجد الفلاحون أنفسهم أمام كارثة أصابت مزارعهم وأشجارهم التي قضى عليها الثلج بصورة نهائية، وهذا الوضع ينذر بأزمة في المنتوج الفلاحي وخاصة الزيتون أين تعرضت جل الأشجار إلى الكسر والاندثار· رئيس بلدية بوخليفة في عطلة مرضية وأعضاء المجلس البلدي كانوا منشغلين بالقرى المجاورة وبقيت قرية أيت قندوز معزولة عن العالم الخارجي طبيعيا وإعلاميا وحتى في ذاكرة المسؤولين، ولحسن الحظ اتصل أحد المواطنين بخلية الأزمة على مستوى الولاية وأخبرهم بأن سكان قريتي إيزومام وأيت قندوز في خطر والسكان يعانون الموت البطئ ، وعليه سارعت فرقة من الحماية المدنية مدعمة بسيارة إسعاف، وأنقذت العديد من الأشخاص وتم نقلهم إلى المستشفى كما قدمت لهم المواد الغذائية والغاز، إلا أن هذه الفرقة لم تتمكن من الوصول إلى قرية أيت قندوز بسبب قطع الطريق بالثلوج· وعليه يطالب السكان من الدولة مساعدتهم لإعادة ترميم منازلهم التي تهدمت بسبب الثلوج إضافة إلى مساعدات في مجال الفلاحة قصد النهوض به من جديد وتعويضهم الخسارة المسجلة·