ما يزال سكان قرية أيت قندوز التابعة لبلدية بوخليفة دائرة تيشي بولاية بجاية، يعانون الأمرين، من العزلة والتهميش، وإنعدام المياه الصالحة للشرب، مما يفرض يوميا على السكان إستهلاك مياه المنابع الطبيعية، ولحسن الحظ ما يزال بالقرية منبعان طبيعيان يتدفق منهما الماء منذ القدم، أما البعض الآخر فقد لجأ إلى حفر الآبار رغم طبيعتها الجبلية المليئة بالمنحدرات، ويعيشون بوسائل بدائية فمنهم من يستعين بالحطب للحصول على قبس من النار وآخرون يتزودون بقارورات غاز البوتان التي يتم اقتناؤها من المناطق المجاورة، أو من عاصمة الولاية. أما التهيئة فهي غائبة كليا وكأن القرية ما تزال تئن تحت وطأة الاستعمار الفرنسي فلا مدرسة، ولا دكان، ولا مرافق أو هياكل عمومية ، وتحت ضغط السكان ، استجابت السلطات المحلية، وشرعت مؤخرا في تعبيد الطريق الوحيد الذي يربط هذه القرية بمدينة تيشي مرورا بعدة قرى مثل توركين ، تاقوبة وإيزومام ، ويصل إلى حدود ولاية سطيف، والزائر إلى هذه المنطقة المجاهدة، سيكتشف العمق الحقيقي لمجتمع ما يزال يحتفظ بالتقاليد والعادات القديمة التي تركها الآباء والأسلاف والأجداد، والتي يتمسك بها سكان هذه القرية مثل تنظيم عدة أمور منها لوزيعة ، تطيافت وغيرها من التراث المحلي اللامادي الذي يعطي للمنطقة ميزتها المحلية، ونظرا لانعدام الظروف الملائمة نزح العديد منهم إلى المناطق الحضرية، وتركوا القرية كأنها خاوية على عروشها، وفي السنوات الأخيرة ، قرر البعض منهم العودة إلى منازلهم للعناية بأراضيهم ومزاولة النشاط الفلاحي المعتاد من غرس أشجار الزيتون، تربية النحل، والاهتمام ببساتينهم التي تحولت بمرور الزمن إلى غابة مليئة بالأعشاب والأشواك وغيرها، وعليه فإن هؤلاء السكان من خلال يومية " أخبار اليوم " يناشدون السلطات المعنية الالتفات إليهم قصد إخراجهم من التخلف والعزلة، وتوفير أسباب العيش الكريم لهم. ومن جهة أخرى، لا زال سكان بلديتي ملالة وسوق الاثنين يعترضون على قرار الناقلين الخواص، القاضي برفع تسعيرة النقل بنسبة خمسين بالمائة أي من 10 إلى 15 دينار، بمواصلتهم لغلق الطرقات الوطنية وشل حركة المرور، مما أثار استياء المسافرين والعمال وكذا السلطات المحلية، الذين اعتبروا ظاهرة غلق الطرقات، ظاهرة لا علاقة لها بالسلوك الحضاري الديمقراطي، حيث أن العواقب السلبية يتحملها المواطن وحده، كما تؤثر سلبا على التنمية المحلية، مما يجعل العديد من المؤسسات الاقتصادية تتكبد خسائر فادحة جراء عملية قطع الطرقات، كما أن الشاحنات المحملة بالبضائع والمواد الأولية والاستهلاكية، تبقى رابضة دون حركة لساعات طويلة وتحول دون وصولها إلى غايتها، والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه حاليا، كيف يتم الخروج من دائرة الاحتجاجات والعودة مجددا إلى جادة الصواب، ليمارس المجتمع حقوق المواطنة من خلال توظيف الأساليب الديمقراطية من حوار وإقناع الآخرين دون الإضرار بالآخرين أو المساس بالمصلحة العامة .