استعادت أغلبية بلديات ولاية بجاية الحياة من جديد بعد أن تعرضت في المدة الأخيرة إلى العاصفة الثلجية والتي خلفت وراءها العديد من الخسائر المادية، وذلك بفضل المجهودات المضنية التي جسدتها السلطات العمومية بمختلف قطاعاتها بمساعدة الجمعيات المحلية وحتى المواطنين في إطار التضامن الوطني والإنساني. هب الجميع كرجل واحد من أجل مساعدة المتضررين والمنكوبين في المناطق البعيدة والجبلية، وأوصلوا إلى سكانها المؤونة والغاز والأدوية، فهذا السلوك ترسخ منذ القدم في دم الجزائريين، فكلما اشتدت الأزمة تكاتف الجميع حول هدف إنساني واحد وهو إنقاذ الآخرين والتخفيف عنهم معاناة تلك الأزمة، وفي هذا السياق ذاته ذكرت مديرية الأشغال العمومية لولاية بجاية أن جل الطرقات الوطنية والولائية والبلدية وحتى المسالك الداخلية قد تم فتحها في وجه الاستعمال، وتجري الأشغال حاليا لترميم الطرقات المتضررة وتعبيد الجزء الآخر، وفي نفس المنحى يتم إصلاح الطرق التي تعرضت إلى انزلاق التربة وهي معدودة جدا مثل الطريق المؤدي إلى قرية مازكوان، وقرية إحباشن وشلاطة، أما الجسور أغلبيتها لم تتعرض للضرر، في حين أن الأودية ما تزال تسيل فيها سيول من المياه والبعض منها في حاجة إلى تهيئة وترميم لتفادي حدوث فيضان الماء من جديد على ضفافها تحسبا للتغيرات الجوية القادمة، في حين أن القطاع الأكثر تضررا هو ما يتعلق بقطاع الكهرباء، حيث أفاد مصدر من مؤسسة سونلغاز أنها سجلت إتلاف حوالي 33 محولا كهربائيا، ويتطلب تجديدها في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى استبدال 26 كلم من الأسلاك الكهربائية ذات الضغط المنخفض والتي تسببت الثلوج في إتلافها، لكن الشيء الإيجابي هو أن أعوان سونلغاز استطاعوا فرض التحدي وأعادوا ربط أغلبية القرى والبلدية بالكهرباء في وقت وجيز، وهو العمل الجبار الذي ثمنه المواطنون وأثلج صدورهم، حيث عملت فرق التدخل على مدار 24 ساعة بدون توقف، وما ميز العمل التضامني هو ما قام به أعوان الدولة من جيش وطني شعبي وحماية مدنية ودرك وطني، الذين كانوا في المستوى المطلوب، حيث عرضوا أنفسهم لمخاطر عدة بغية إنقاذ الآخرين من الهلاك المحتوم، وتمكنوا من إيصال المؤونة والأدوية وغاز القارورات إلى أبعد نقطة من الولاية، كما تم تسجيل الإرادة الفولاذية للعديد من الجمعيات المحلية والتي شرعت في جمع التبرعات من أغذية وألبسة وأفرشه وبطانيات في العديد من البلديات والدوائر منها القصر، أقبو، أوزلاغن، تيشي وبجاية، وقد توّلت السلطات المحلية إيصالها إلى العائلات المنكوبة والمتضررة، وهذا العمل الإنساني بلا شك يشكل اللحمة الأساسية التي تجمع الأمة حول هدف واحد وهو التعاون على البر في أوقات الشدائد، وعليه عاد السكان يتنفسون من جديد في أغلبية البلديات بعدما فتحت الطرقات وعاد النشاط التجاري ورافقته الحياة العادية من جديد، ومن المنتظر أن تفتح المؤسسات التربوية من مدارس ومتوسطات أبوابها للتلاميذ قصد استدراك التأخر المسجل وتعويض الأيام والحصص الضائعة، في حين يجري التفكير في تأجيل امتحانات الفصل الثاني إلى ما بعد العودة من عطلة الربيع أو على الأقل إجراؤها في الأسبوع الأخير قبل العطلة، لكن ما يجب التنويه به هو أن الأسرة التربوية عازمة كل العزم على إنقاذ السنة الدراسية ومنح الفرصة السانحة للتلاميذ قصد الاستفادة من السنة الدراسية الحالية، والجميع مصمم على أن يتم مراعاة مصلحة التلاميذ وفق قدرتهم على الاستيعاب بعيدا عن التسرع والحشو وكذا بعيدا عن فرض الضغط على المتمدرسين·