يستقطب الموقع التجاري الإلكتروني (واد كنيس· كوم) الكثير من الجزائريين المهتمين بمواقع التجارة الافتراضية، حيث ناهز عدد الزيارات اليومية للموقع 85 ألف زائر حسبما علم من أحد مؤسسيه· وينشر هذا الفضاء التجاري الافتراضي الذي أسسه مجموعة من الشباب الجامعي سنة 2006 العديد من الإعلانات المبوبة المجانية الموضوعة من طرف شركات أو تجار أو هواة موجهة للراغبين في الحصول على سلعة أو خدمة ما أو بيع ما يملكونه· وبات العديد من الجزائريين يلجؤون إلى موقع (وادي كنيس· كوم) عبر شبكة الأنترنت الذي أخذ اسم سوق الأثاث والخردوات المتواجدة برويسو ببلدية حسين داي بالعاصمة للبحث عن آخر العروض الجديدة والمتوفرة التي تلبي متطلباتهم وأذواقهم· فبمجرد النقر على هذا الموقع الإلكتروني حتى تظهر سلسلة من العناوين التي تخص كل شرائح المجتمع سواء المتعلقة بشراء أو بيع منازل وعقارات وكراء شقق أو عروض لسيارات مستعملة وكذا عتاد الإعلام الآلي والأجهزة متعددة الوسائط، إضافة إلى عروض العمل وحتى الإعلانات الخاصة بالموضة والتجميل وغيرها· ولم تتزعزع شعبية هذا الموقع رغم استحداث مواقع شبيهة به طفت إلى السطح محاولة أن تحذو حذوه من قبيل (العقيبة) و(الدلالة) وما عزز شعبية واد كنيس· كوم -حسب زائريه- هو (تميزه بكم من عروض الخواص لبيع السيارات يحمل كل عرض منها البيانات الخاصة والدقيقة للسيارة من عدد الكيلومترات التي قطعتها وسنة الصدور وأيضا الهاتف أو البريد الإلكتروني لصاحبها)· وقد بلغ حجم السيولة المالية المتداولة في مجال السيارات 17 مليار دينار جزائري وفق ما أفاد به هشام سوداح أحد مؤسسي الموقع الذي أكد أن الركن المخصص للسيارات هو (الأكثر حيوية) إذ يبلغ الآن عدد الإعلانات به 13663 إعلان· كما تشغل زاوية العقارات حيزا معتبرا من اهتمام مرتادي الموقع ب 10533 إعلان عن بيع عقارات وبسيولة مالية إجمالية قدرت ب 157 مليار دينار-حسب المصدر ذاته- وتجتذب هذه الزاوية أيضا الوكالات العقارية التي تطرح عروضها بغية استقطاب زبائنها الراغبين في بيع أو شراء أو كراء عقارات· وفي هذا الصدد أوضح رضوان أقشيش صاحب وكالة عقارية ببن عكنون بالعاصمة أن متصفحي هذه الزاوية (يقضون أوقاتا من الزمن يجولون عبر صفحاتها حتى يستقروا في النهاية عما يبحثون عنه بالسعر الذي يجدونه مناسباً لهم)· وقد خوّل لهم هذا الموقع اختزال عناء التنقل من وكالة إلى أخرى كما سمح هذا الفضاء الإلكتروني لأصحاب الوكالات العقارية-حسب المتحدث- بتوسيع نطاق عملهم فصار بإمكانهم التواصل مع زبائن من مختلف ربوع القطر وحتى مع أجانب· ونظرا لولع الشباب الجزائري بعالم التكنولوجيات الحديثة كالهواتف النقالة وأجهزة الإعلام الآلي وسعيا منهم للتجديد والحصول على آخر الصيحات وبأسعار معقولة مقارنة بالسلع التي تباع جديدة في المحلات صار الكثير منهم يرتادون نوادي الأنترنيت ليس بهدف اللعب أو الدراسة ولا الدردشة وإنما قصد الاطلاع على ما هو معروض· ويقول (أمير بوشلطة) مختص في الإعلام الآلي والبرمجيات ومطلع على آخر تحديثات المواقع، أن العديد من الشباب وعلى اختلاف أعمارهم (يقصدون مواقع التسوق الإلكتروني بغية بيع أو شراء الهواتف النقالة ومختلف لواحقها أو بغية استبدالها بأخرى مع أشخاص آخرين)، كما يعملون على وضع كل المعلومات الخاصة بهم وبسلعتهم عبر تلك المواقع· فبعدما كانت هذه التجارة تتم في الأسواق -يضيف بوشلطة- صارت هذه المواقع حلقة وصل بين العديد من التجار الذين يبحثون عن كل ما هو جديد في عالم السيارات والهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر لاسيما التي تتمتع بميزات حديثة ومتطورة· ويسمح موقع واد كنيس للجميع بوضع مواصفات أغراضهم التي يريدون بيعها لعلهم يعثرون على زبون يدفع مالا أكثر، أي أنهم يتبعون سياسة البيع بالمزاد حتى يكسبون ثمنا إضافيا وهو ما تم الوقوف عليه فعلا في جولة تصفحية لهذا الموقع· (سفيان) طالب بثانوية المقراني ببن عكنون بالعاصمة عينة عن هواة السوق الإلكترونية أكد أنه في أحايين كثيرة يتوجه إلى فضاءات الأنترنيت رفقة أصدقائه من أجل الاطلاع على آخر العروض الخاصة بعالم الهواتف النقالة· ويقوم هؤلاء الشباب بالتفاوض مع أصحاب السلع المعروضة للبيع عبر موقع (وادي كنيس) إما بالاتصال مباشرة عن طريق الهاتف أو من خلال الرسائل الإلكترونية أو غرف الدردشة· وفي هذا الصدد قال (أمين) هاوي برمجيات، إن موقع (وادي كنيس) يعتبر متنفسا وفرصة لأمثاله من الشباب الذين يحبون التسوق وخاصة في عالم التكنولوجيات الحديثة التي يولون لها اهتماما بالغا ولذلك فهو يطلع عليه من حين إلى آخر حتى يواكب آخر المستجدات· وهو الشأن بالنسبة ل(نسيم) الذي أفصح قائلا إنه منذ أن خفتت شعلة التجارة بسوق الأثاث القديم والأغراض المستعمَلة والذهب بوادي كنيس الذي كان يضم عددا كبيرا من التجار ويقصده معظم المواطنين الباحثين عن الأسعار المعقولة (تحولت الوجهة إلى شبكة الأنترنيت حيث يلتقي رواد ذلك المكان في حيز شبيه به لكن معالمه افتراضية حمل اسمه وذلك من أجل الحفاظ على مجموع التجار وامتداد النشاطات التسويقية التي كانت تتم فيه)· وليس الشباب وحدهم يمكنهم الاستفادة من خدمات هذا الموقع بل الجميع دون استثناء بما في ذلك الجنس اللطيف، وفي هذا الإطار تؤكد لنا (أمينة) أنها معتادة على تصفح الموقع نظرا لتنوع الإعلانات به· وقد سبق لها الاطلاع على ما هو معروض من عطور جديدة ومواد للتجميل وكذا كراء فساتين الأعراس، حيث ساعدها الأمر للوصول إلى محل خاص بذلك أثناء تحضيراتها لزفافها· وتوافقها الرأي (أسماء) التي أعربت أنها بفضل مواظبة شقيقها على التجوال عبر موقع (وادي كنيس) استطاعت هي الأخرى أن تجد ضالتها، ففي إحدى زياراتها للموقع وبهدف إشباع فضولها وجدت إعلانا خاصا يقترح بيع جهاز كومبيوتر محمول وقد اتصلت فورا بصاحب ذلك العرض وتمكنت من اقتنائه بسعر جد مناسب· وهو الحال بالنسبة ل(رضا) الذي حالفه الحظ في شراء سيارة كان قد أعلن عن مواصفاتها في ذلك الموقع وذلك مقابل مبلغ مالي يتماشى وقدرته الشرائية· هي إذاً تجارة إلكترونية فرضت نفسها واستحوذت على مكان لها حتى وإن لم تعرف اتساعا كبيرا لدرجة القضاء على الأسواق التقليدية، هذه الأخيرة التي تتجه نحو معركة مع الأسواق الافتراضية لحماية إمبراطوريتها·