تطالب عشرات العائلات القاطنة بالحي القصديري المحاذي لحي الفحص بمدينة الأربعاء في ولاية البليدة بترحيلها نحو سكنات اجتماعية لائقة تضمن لهم العيش الكريم بعد عدة سنوات من إحصائها وإدراجها ضمن قوائم الأحياء المعنية بالترحيل، وذلك من أجل إنهاء المعاناة التي تتخبط فيها منذ عدة عقود من الزمن، ذاقت خلالها كل أنواع الجحيم مع غياب أبسط ضروريات العيش الكريم جراء الانتشار المذهل للقمامة والأوحال والبرك والحفر المائية التي نغصت على الراجلين وأصحاب المركبات يومياتهم، سيما عند تساقط الأمطار ليجدوا أنفسهم مجددا مع موعد مع الأمطار الغزيرة والأوحال المتراكمة التي تشل الحركة بالحي· وناشد عدد من قاطني الحي الجهات المعنية بضرورة تجسيد وعودهم في القريب العاجل وذلك بترحيلهم نحو سكنات تضمن لهم الحياة الكريمة بدل تلك التي يعيشون فيها منذ عشرات السنين، مستغربين عدم استفادتهم بعد من السكنات بالرغم من إحصائهم منذ سنة 2007، مؤكدين بأن المصالح المعنية قامت بإيفاد لجان مختصة أحصتهم في انتظار عملية الترحيل، إلا أن لا شيء من هذا حدث يضيف المتحدثون، وهو ما ضاعف من معاناتهم في ظل المتاعب والمشاق التي يكابدونها جراء الانتشار الملفت للأمراض الناجمة عن انعدام قنوات الصرف الصحي والماء والكهرباء والسكن تحت أسقف مصنوعة من مادة الأميونت السامة· وأشار الشاكون بأنهم يواجهون الأمرين أثناء رحلة البحث عن المياه الصالحة للشرب، فيما يضطرون في الكثير من الأحيان لاقتناء صهاريج من هذه المادة بأثمان باهظة أنهكت جيوبهم، مطالبين في هذا الخصوص الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها الكاملة في توفير هذه المادة الضرورية، كما تطرقوا إلى مشكل خطير يتمثل في اضطرارهم للتخلص من فضلاتهم وقاذوراتهم بالطرق التقليدية وذلك بتشكيل مطمورات بدائية وهو الأمر الذي ينجر عنه تشكل سواقي وسط أرجاء الحي تنساب منها مياه قذرة تنبئ بوقوع كارثة بيئية بين أوساط السكان لا سيما الأطفال المهددين بالأمراض والأوبئة، والسبب يرجع إلى عدم توصيل سكناتهم بشبكة الصرف الصحي، وهو المشروع الذي لا يمكن للحي أن يستفيد منه سيما وأنه مبرمج للقضاء عليه وترحيل سكانه إلى سكنات لائقة، ناهيك عن الخطر الأكبر وهو المرتبط بشبكة الكهرباء أين يعمد السكان إلى استعمال الربط العشوائي للكوابل الكهربائية وما ينتج عن ذلك من ضغط على مولدات الكهرباء القليلة الموجودة بالمنطقة، وفي ظل كل هذه المشاكل التي يتخبط فيها هؤلاء يطالب السكان بضرورة الالتفات إلى معاناتهم وترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تحفظ كرامتهم وإلى أن تنظر السلطات المحلية في مطالب هؤلاء تبقى معاناتهم قائمة·