دارت أمس مواجهات مسلحة عنيفة بين قوات من الشرطة العسكرية الليبية النظامية، ومجموعات من (ثوار) زوارة غير بعيد عن معبر (رأس جدير) الحدودي بين ليبيا وتونس· وقال شاهد في اتصال هاتفي مع يونايتد برس أنترناشونال، إن المواجهات التي اندلعت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، تواصلت صباح أمس الثلاثاء بشدة، حيث استخدم المسلحون أسلحة رشاشة خفيفة وأخرى متوسطة· وأوضح أن الاشتباكات بدأت عندما شنت مجموعات من (ثوار زوارة) هجوماً عنيفاً على أفراد الشرطة العسكرية الليبية التي بسطت نفوذها قبل يومين على الجانب الليبي من معبر (رأس جدير) الحدودي مع تونس· وكانت وحدة من الشرطة العسكرية الليبية تدخلت ليلة السبت-الأحد الماضية على مستوى معبر (رأس جدير) من الجانب الليبي، حيث تمكنت من إحكام سيطرتها على الجانب الليبي من المعبر المذكور الذي كان تحت سيطرة (ثوار زوارة)· ولم تُسجل في تلك الليلة مواجهات بين الجانبين، حيث انسحبت مجموعات (ثوار زوارة) سلميا أمام الوحدة العسكرية الليبية النظامية التي كانت معززة بآليات عسكرية ثقيلة· وأضاف الشاهد أن المعارك بين الجانبين الليبيين تدور حاليا داخل الأراضي الليبية، وأن وحدات الجيش التونسي والحرس الوطني (الدرك) المنتشرة في المكان، في حالة استنفار قصوى تحسباً لأي طارئ، فيما أُغلق معبر (رأس جدير) أمام حركة الأفراد والآليات· وكانت السلطات التونسية قد دفعت في السادس من الشهر الجاري بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى طول حدودها البرية مع ليبيا التي تمتد على نحو 140 كيلومتراً، حيث عززت وحدات الحرس الحدودي التونسي المنتشرة في محيط معبر (رأس جدير) بالتجهيزات الضرورية من وسائل نقل وآليات لتأمين تدخل عناصرها وأداء مهامهم في أفضل الظروف· ويشهد المعبر الحدودي التونسي- الليبي المشترك (رأس جدير) الواقع على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، منذ أشهر مشاكل أمنية متعددة، دفعت السلطات التونسية إلى إغلاقه أكثر من مرة· من جهة أخرى، قال قائد ميليشيا ليبية قوية إنها لن تستجيب لطلب الحكومة حل الميليشيات لأن الحوافز المعروضة ليست سخية بدرجة كافية مطالبا بمنازل وسيارات وقروض بدون فوائد لرجاله حتى يمكنهم (تحقيق أحلامنا)· وحاربت الميلشيات لإنهاء حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما لكن بعد خمسة أشهر ما زالت وحداتها المدججة بالسلاح تجوب الشوارع ولا تستجيب إلا لأوامر قادتها وتستهين بسلطة الحكام الجدد للبلاد· ويدعو المجلس الوطني الانتقالي الميليشيات للاندماج في الشرطة والجيش الجديدين لكن لم تستجب حتى الآن إلا نسبة صغيرة منها· وقال عبد الله ناكر قائد واحد من أكبر فصيلين للميليشيا ينتشران في طرابلس إن مقاتليه لن ينضموا إلى المبادرة الحكومية إلى أن يعلموا بوضوح ما هي المزايا التي سيحصلون عليها· وأبلغ ناكر التلفزيون الليبي أن الناس تحتاج إلى رواتب أعلى واستقرار اقتصادي وتأمين طبي ومنازل وسيارات وأن الرجال العزاب يريدون الزواج· وقال إنهم يريدون قروضا بدون فوائد حتى يمكنهم أن يعيشوا عيشة كريمة· وتساءل لماذا لا تقدم لهم الحكومة قروضا قيمتها 100 ألف دينار ليبي (60 ألف دولار) حتى يحققوا أحلامهم؟ ويعتقد كثير من الليبيين أن الميليشيات عازفة عن حل نفسها لأنها تأمل في ترجمة قوتها العسكرية إلى سلطة ونفوذ في ليبيا الجديدة· وحذرت منظمات حقوقية من أن الميليشيات تدوس على حقوق الإنسان وتهدد بتقويض طموحات ليبيا في بناء دولة تقوم على العدل والديمقراطية·