أقدمت مجموعة من المنحرفين يوم الخميس على الاعتداء على تلميذ في الطور النّهائي بثانوية 1600 مسكن (محمد بن عبد اللّه) ببلدية الكاليتوس، في ضواحي الجزائر العاصمة، بواسطة سكّين من نوع بوشية، حيث قاموا بتوجيه له طعنات على مستوى الرّقبة والأذن كادت تودي بحياته بعدما تدخّل لإنقاذ زميلته من مخالب المجرمين الذي حاولوا الاعتداء عليها بغرض سرقة هاتفها النقّال. وأمام هذا الانزلاق الأمني الخطير قرّر تلاميذ الثانوية مقاطعة الدراسة· الحادثة الخطيرة استدعت تدخّل فرقة الشرطة القضائية لشرق العاصمة التي فتحت تحقيقا معمّقا في القضية، خاصّة وأن الوضع الصحّي للضحّية جدّ خطير، حيث تمّ نقله إلى مستشفى (مصطفى باشا) لتلقّي العلاج من طرف إدارة الثانوية بعدما تركه أفراد العصابة غارقا في الدماء ولاذوا بالفرار. وحسب المعلومات المتوفّرة لدى (أخبار اليوم) فإن الضحّية أضيب بنزيف حادّ على مستوى الرّقبة بسبب تمزّق أحد الشرايين، ممّا جعل التحقيقات تؤكّد توفّر شبهة جنائية في الحادثة، خاصّة وأن أفراد العصابة التي زرعت الرّعب بين أوساط السكان، وبالتحديد الأساتذة والتلاميذ، بسطوا سلطتهم على المنطقة من خلال اعتداءاتهم المتكرّرة· وقد عرفت الثانوية تجمّع عدد كبير من أولياء التلاميذ الذين جاءوا للاطمئنان على أبنائهم بعد الفزع والهلع اللذين أصابهم بعدما وصل إلى مسامعهم خبر الحادثة، كما رفضوا التحرّك من أمام مدخل الثانوية حتى تقوم المصالح الأمنية بتوفير الأمن والحماية لأبنائهم، الأمر الذي استدعى عقد اجتماع طارئ بين مدير الثانوية ومسؤول بالأمن وممثّلين عن أولياء التلاميذ، حيث قدم المسؤول جملة من الوعود لوضع حدّ لأفراد العصابة· من جهتهم، التلاميذ قاطعوا الدراسة مساء الخميس احتجاجا على انعدام الأمن وتعريض حياتهم للخطر بصفة يومية، وهو نفس القرار الذي اتّخذه تلاميذ ثانوية (مسعودة أوجيدة) ببلدية الشراعية الذين تغيّبوا هم أيضا عن حضور الدروس بعد الاعتداء الذي نفّذته العصابة مساء الأربعاء الفارط على أستاذة بالثانوية، حيث ترصّدوا لها أمام المدخل وقاموا بسلبها حقيبتها اليدوية وهاتفها النقّال أمام مرأى الجميع· وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل الاعتداءات الذي تعرفه بلديتا الكاليتوس والشراعبة ليس بالجديد، فقد أصبح من اليوميات التي يعايشها السكان، والتي انتفضوا لأجلها عشرات المرّات غير أنهم لم يجدوا جوابا شافيا من طرف السلطات المختصّة لوضع حدّ لعصابات الإجرام التي غزت الأحياء التي عاشت الويل مع الإرهاب في العشرية السوداء، وهو نفس السيناريو الذي يتكرّر اليوم مع مجموعة من الشباب كوّنوا شبكة إجرامية منظّمة تحترف السطو والمتاجرة في المخدّرات والقتل وتحتكم قانون الغابة في معاملتها مع المواطنين. فقد سبق أيضا للأساتذة التهديد بالاعتصام والإضراب عن الدراسة أمام مديرية التربية لمقاطعة الشرق شهر نوفمبر الفارط إذا لم تتحرّك السلطات الوصية لتوفير الأمن داخل وخارج أسوار المؤسسات، حيث عبّر العديد من الأساتذة بثانويات الكاليتوس بالعاصمة عن تذمّرهم وسخطهم جرّاء سكوت مديرية التربية حيال ما يحدث لهم داخل المؤسسات التربوية من اعتداءات شبه يومية وتهديدات من طرف أشخاص غرباء عن المحيط المدرسي يدخلون ويخرجون إلى تلك المؤسسات بكلّ سهولة نظرا لغياب أعوان الأمن· ومن سلسلة الاعتداءات المتكرّرة التي شهدتها معظم المدارس ببلدية الكاليتوس تعرّض ثانوية 1600 مسكن لعملية اقتحام من طرف مجموعة من الشبّان ملثّمين استطاعوا الدخول إلى الثانوية عن طريق القفز من الحائط الذي يؤدّي إلى المساحة المخصّصة للرياضة، حيث صادف وجود أستاذ التربية البدنية الذي اِلتحق مؤخّرا بمنصبه وقاموا بالاعتداء عليه بواسطة سكّين وسلبه مبلغا ماليا وهاتفه النقّال قبل أن يلوذوا بالفرار، كما شهدت نفس الثانوية محاولة اعتداء جنسي على تلميذة تدرس في القسم الثالث ثانوي من طرف أحد أعضاء العصابة بالقرب من مدخل الثانوية وأمام الملأ، الأمر الذي استدعى تدخّل والدها الذي تعرّض للضرب والشتم على يد أفراد العصابة، في حين تمّ اقتحام ثانوية (مسعودة أوجيدة) من طرف مجموعة من الشبّان بحثا عن أحد التلاميذ الذين أرادوا الاعتداء عليه، وقد أثار ذلك هلع الأساتذة والتلاميذ في ظلّ غياب تامّ لأعوان الأمن·